الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
يختلف حكم لبس الفضة للرجال في الفقه الإسلامي حسب نوع الفضة المستخدمة وطريقة لبسها. بشكل عام، يُباح للرجال لبس الفضة في بعض الحالات، بينما يُحرم في حالات أخرى.
أولاً، يُباح للرجال لبس خاتم الفضة، حيث وردت أحاديث نبوية تدل على ذلك. عن أنس رضي الله عنه قال: "لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى الروم قيل له إنهم لا يقرءون كتابا إلا أن يكون مختوما فاتخذ خاتما من فضة فكأني أنظر إلى بياضه في يده ونقش فيه محمد رسول الله". رواه البخاري ومسلم.
ثانياً، يُباح للرجال تحلية المصحف بالسيف والفضة، كما ورد في قول العلامة خليل في المختصر المالكي: "وحرم استعمال ذكر محلي ... ثم استثنى من هذا العموم فقال: إلا المصحف والسيف والأنف وربط سن مطلقا وخاتم الفضة".
ثالثاً، يُباح للرجال لبس الفضة في تحلية السيف، حيث ورد في قول العلامة خليل أيضاً: "وحرم استعمال ذكر محلي ... ثم استثنى من هذا العموم فقال: إلا المصحف والسيف والأنف وربط سن مطلقا وخاتم الفضة".
رابعاً، يُباح للرجال لبس الفضة في تحلية الأنف والسن، كما ورد في قول العلامة خليل أيضاً: "وحرم استعمال ذكر محلي ... ثم استثنى من هذا العموم فقال: إلا المصحف والسيف والأنف وربط سن مطلقا وخاتم الفضة".
خامساً، يُحرم على الرجال لبس الفضة في شكل قلادة أو أساور أو خلاخل، لأن هذا يشبه النساء، ولم يرد دليل يبيح لبس القلائد المصنوعة من الفضة للرجال.
في الختام، يجب على الرجال مراعاة هذه الأحكام عند لبس الفضة، مع العلم بأن الخاتم هو الاستثناء الوحيد الذي يُباح فيه لبس الفضة للرجال بشكل عام.