في سكون الظلام وهدوء الليل، يعتبر الوقت الذي يقضي فيه المؤمن جزءاً كبيراً من يومه راقداً فرصة ثمينة للتواصل مع الرب والتزود بالأعمال الصالحات التي تؤثر بشكل إيجابي على حياة الفرد والجماعة. الأذكار والأدعية التي ينبغي للمسلمين القيام بها قبيل نومهم ليست مجرد عادات دينية فقط؛ بل هي أيضًا وسيلة فعالة لتحقيق السلام الداخلي وتقوية الرابطة بين العبد وخالقه.
يُذكر في الحديث الشريف عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بيده، فإن كان هناك شيء يأذيه فلن يضرّه"، وهذا يدل على أهمية التحضير الجيد للنوم بما يشمل تنظيف المكان وزوال أي مصدر محتمل للأذى قد يعوق الحصول على نوم مريح وجيد. بعد ذلك، يمكن بدء أداء بعض الأدعية المتعارف عليها والتي لها فضائل كبيرة حسب تعليم الإسلام.
ومن هذه الأدعية: قراءة آية الكرسي كاملة عند الاستلقاء بالنوم، فهي تحمي المؤمن حتى يستيقظ بإذن الله كما ورد في الحديث القدسي "لا تسبحوا عليّ إلا بما أنا أهله". كذلك يُفضل تكرار دعاء ختم القرآن الكريم وهو قوله تعالى {الله نور السماوات والأرض} ثلاث مرات قبل الخلود للنوم، بالإضافة إلى قول "لا إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ". هذا الدعاء يحقق الأمن والاستقرار ويحميك طوال ليلاً وبشكل عام.
كما ينصح باستحضار ذكر الله عبر القراءة المستمرة لأجزاء مختارة من سور قصيرة مثل سورة الإخلاص والفلق والناس والمعوذتين وغيرها مما جاء ذكره في السنة المطهرة. هذا النوع من الزكر يساعد جداً في تطهير النفس وتحقيق الطمأنينة والسكينة أثناء النوم بسبب تأثير الكلمات المباركة لهذه الآيات القرانية.
وبعد الانتهاء من أداء تلك الذكريات الجميلة، يوصى بتقبيل الطفل إن كان متواجدا بجوارك وطلب المغفرة منه إن أسأت إليه خلال اليوم. لأن احترام الأطفال يعد ركيزة مهمة للحصول على رضا الرحمن سبحانه وتعالى. وفي النهاية يتم وضع اليد اليمنى تحت الخد اليمين والنوم مستقبل القبلة إذا استطاع الشخص ذلك لتسهيل الوصول لقضاء حوائجه بإتقان عندما يستيقظ وينطلق نحو أدائه لوظائفه المختلفة صباحاً.
بهذا الطريق، سوف تستطيع تحقيق سلام داخلي عميق وصحة روحية ونفسية عالية ستنعكس بالتأكيد على حالتك الصحية العامة وعلى قدرتك على مواجهة تحديات الحياة بصبر وثبات وإيمان قوي بالله الواحد الحق.
