تُعرف سورة ق باسم "سورة ق"، وذلك بسبب افتتاحيتها الفريدة بالقسم ("ق"). يشير العنوان إلى الآية الأولى لهذه السورة المباركة حيث يقول القرآن الكريم: "ق والقرآن المجيد". وقد سميت السورة بهذا الاسم بناءً على هذا القسم الذي جاء بها.
من الناحية اللغوية والدلالية، تشير كلمة "ق" إلى الشديدة الخطيرة، مما يعكس قوة وعظمة رسائل السورة الهامة حول الإيمان والتحدي الديني. هذه السورة هي واحدة من سور القرآن الكريم التي تحمل أهمية كبيرة في تصحيح المفاهيم الخاطئة وتوضيح الحقائق المتعلقة بالتوحيد والبعث والحساب الأخروي.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن سورة ق مواضيع متنوعة مثل إثبات نبوّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحقيقة التوحيد، ووصف مصائر الأمم السابقة بسبب تكذيب الرسل وعدم اتباع الوحي. كما تناقش مراحل خلق الكون وفقاً لما ورد في النص القرآني، مع التركيز بشكل خاص على يوم القيامة وجزاء المؤمن والكافرين.
وفي السياق التاريخي لنزول السورة، هناك روايات مختلفة لأحداث تاريخية مرتبطة بنزول بعض الآيات المرتبطة بالسؤال اليهودي بشأن مدة خلق الله للعالم. ومن بين هذه الروايات ما يذكر كيف رد النبي صلى الله عليه وسلم على أسئلة اليهود بشرح تفاصيل عملية خلق العالم خلال ستة أيام قبل الاستقرار على العرش والاستراحة فيه. ورغم دقة التفاصيل المقدمة للنبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يكمل شرحه ليؤكد عدم حاجتنا لتفسير كل ظاهرة طبيعية بمفردات علم الغيب.
بشكل عام، تعد سورة ق مثالًا بارزًا لسور القرآن المكّية المكرسة للأصول العقائدية، والتي تسعى لإعادة توجيه الأفكار البشرية نحو التصورات الدينية الصحيحة بحكمة وروعة بلا حدود.