أبو لهب، الاسم الحقيقي عبد العزى بن عبد المطّلب بن هاشم، يعد واحداً من أهم الشخصيات المرتبطة بتاريخ الدعوة الإسلامية. رغم أنه كان ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أن دوره لم يكن يدور حول دعم الدين الجديد. بدلاً من ذلك، أصبح معروفاً بأنه واحد من أكثر خصوم الإسلام حقداً.
التسمية "أبو لهب" جاءت بسبب صفاته الفيزيائية الفريدة. كان بشرتها حمراء بشكل واضح وكان يبدو كتلهباً متقدماً عند الغضب. هذا الوصف أعطاه لقبه الشهير، والذي يعكس غالبًا طبيعة شخصيته العنيفة والعاطفية.
في الثقافة العربية والإسلامية، يتميز أبو لهب بشخصيته الثابتة ضد الإسلام. بينما كان عم النبي محمد يحاول الدفاع عنه سرًا بسبب ارتباطهم الوثيق، عمل أبو لهب بلا هوادة ضد الدعوة الجديدة. ليس فقط لأنه رأى فيها تهديدا لسلطته الاقتصادية وثروته الشخصية (كما يشير بعض المؤرخين)، ولكن أيضًا بسبب تأثير زوجته أروى بنت حمزة التي كانت تشجع على نشر الشائعات والتشهير برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويظهر تأثر أبي لهب بحالة الرعب والخوف تجاه الإسلام بشكل خاص في القرآن الكريم. في سورة المسد، هناك آيات تحديدا توضح مدى بغضاء أبي لهب للدعوة الجديدة وكيف حاول عرقلتها بكل الطرق المتاحة له.
وفي النهاية، بما أنه عاش حياة مليئة بالإثم والمكر، فقد ورد ذكره وعقاب مستقبله في نفس الكتاب المقدس للأمة الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، وفقاً للتقاليد التاريخية، تعرض أبو لهب لعقوبات نتيجة لهذه الأعمال العدائية بعد وفاته، مما يؤكد العقيدة الاسلامية حول العدل الرباني.
