قوم ثمود، كما ذكر القرآن الكريم عدة مرات، هم شعب عظيم ذهب ضحية عنادهم وعصيانهم لنبي الله صالح عليه السلام. يعود تاريخ وجود هذه القبيلة إلى القرن الثامن قبل الميلاد تقريبًا، وكانت تتخذ وادي القرى، بين الحجاز والشام، موطنًا لها. لقد اكتسب هذا الشعب سمعة طيبة بسبب مهاراته الفائقة في فن النحت والصناعة الحجرية، حيث بنت قبيلة ثمود بيوتها ومقابرها باستعمال الصخر الطبيعي بطرق مبتكرة.
كان لقوم ثمود ارتباط وثيق بالنبي صالح عليه السلام، والذي أرسله الله إليهم لدعوتهم للتوحيد والكف عن عبادة الأوثان. قدم النبي المعجزات لإقناعهم، بما فيها أمره الخالق بإخراج ناقة حية من صخرة جامدة. وهكذا، تحقق وعد الله لصالح عندما خرجت الناقة من الصخرة وردّ جميل هؤلاء المتشككين. لكن قلوب الكثير منهم كانت مغلقة أمام نور الحق؛ فعمد بعضهم إلى قتل تلك البركة المقدسة مما أدى لعقوبة عاجلة وغضب الرب عليهم جميعًا.
وفي الحديث عن عقوبة قوم ثمود، فإن القرآن الكريم يؤكد أنه بعد ثلاث أيام فقط من جريمة قتل الناقة، تعرضوا لعذاب شديد نتيجة عصيانهم وعنادهم تجاه رسالة صالح عليه السلام. يقول عز وجل:" فقاتلوا آل لوت إلا نساؤهنَّ وأنْ يَلْحقنَّ" [الأعراف :83] ، ومن هنا تبددت حضارة قوم ثمود تحت ضربات العقوبة الإلهية المفاجئة والمبررة حسب شرع الحق سبحانه وتعالي .