يعتبر يوم عرفة واحداً من أهم الأيام في الإسلام، حيث يكرمه المسلمون بغزارة الأعمال الصالحة والدعاء الخالص لله سبحانه. وفقًا للحديث الشريف، "خير الدعاء دعاء يوم عرفة"، يشجع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين على الاستفادة القصوى من هذه الفرصة الروحية.
في يوم عرفة، يعد تكرار ذكر "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك له الحمد وهو على كل شيء قدير" بلا جدال أحد أفضل الأفعال. وهذا ليس فقط بسبب ارتباطه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولكن لأنها تصور إيماناً عميقاً وتعظيماً لله الواحد القهار.
بالإضافة إلى هذا الذكر، تشجع السنة النبوية أيضًا على العديد من الأعمال الأخرى. يمكن للأفراد توسيع نطاق دعواتهم لتشمل طلب دخول الجنة، الابتعاد عن النار، والاستغفار. كما أنه يعزز ثقافة التعاون بين المؤمنين، مما يشجع الأفراد على الدعاء لأحبائهم وغيرهم من المسلمين.
من المهم أيضا عدم تجاهل فضائل الزيادة في الصلاة والسلم على النبي الكريم، والتي تعتبر وسائل فعالة للإجابة على الدعاء. بالإضافة إلى ذلك، يحتفل الحجاج بتلبية الله بشكل متزايد طوال اليوم، وذلك بإظهار مجموعة متنوعة من أشكال العبادة مثل التقوى والتكبير والتحميد.
بالانتقال إلى الجانب العملي، يقوم الكثيرون بصيام يوم عرفة قبل حجهم. حتى بالنسبة لمن هم غير قادرين على أداء فريضة الحج، يصومون بناءً على حديث أبي قتادة رضوان الله عليه بأن "صوم يوم عرفة يكفر سنتين". لكن الطاعة ليست محصورة في الصوم فقط؛ فهي تتضمن أيضاً زيادة أعمال البر كالدعاء والكثير من الذكر والتقرب إلى الله بكل الوسائل المتاحة.
وفقاً للشريعة الإسلامية، ينقسم اليوم إلى ثلاثة أقسام رئيسية لكل منها دور خاص في الاحتفال بيوم عرفة. تبدأ الفترة الأولى منذ بداية صباح يوم التاسع من ذي الحجة وحتى غروب الشمس منه. أما الثانية فتبدأ بزوال الشمس وتستمر حتى نهاية الليل الذي يلي يوم عرفة. أخيراً، يمكن للحاج الوصول وعرفة قائماً أو جلوساً أو ركوباً أو نومياً بحسب رأي الفقهاء الثلاثة أبو حنيفة ومالك والشافعي رحمة الله عليهم جميعاً.
من الجدير بالذكر هنا أن يوم عرفة يتميز بفوائده العظيمة وهو الوقت المناسب لاستغلال فرص التعبد المختلفة وبذل الغفران والخروج من النار حسب اعتقاد المحادثيين القدامى والأحداث المعاصرة. لذلك، ينصح الجميع باستثمار هذا اليوم المبارك بنشاطات دينية مختلفة لإشباع روحانياتهم ومعرفتهم بالإسلام بشكل أعمق.