وفق التعاليم الإسلامية، فإن النبي آدم -عليه السلام- هو أول نبي وخليفة خلقها الله على وجه الأرض. هذا كما ورد في القرآن الكريم وفي أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث ذكر أنه "كان آدم أول نبي" ("رواه البخاري").
الله تعالى اختار آدم لأجل رسالة عظيمة، وهي تعمير الأرض وتكريسها لعبدته وحده. وفق القرآن، يقول الله للملائكة قبل خلق آدم: "إني جاعل في الأرض خليفة". بهذا الاختيار الدقيق، بدأ الإنسان قصة الإنسانية الأولى الخاضعة لله سبحانه وتعالى.
بالعودة للتاريخ الوحيي المبكر للإسلام، عرفنا أن أدوار النبوة كانت متتابعة ومتنوعة. بينما كان آدم أول خلق وأول نبي، إلا أنه لم يكن مسلطاً برسالة مباشرة للناس إذ كانوا حينذاك أبرياء وغير منحرفين بعد. جاء بعده نوح -عليه السلام- باعتباره أول نبي مرسل رسمياً إلى الأرض بهدف الدعوة إلى توحيد الإله الواحد ونبذ عبادة الأوثان. وهو لذلك يحظى بلقب "شيخ المرسلين".
مع مرور الوقت والتطور الحضاري، ظهر جدد من الأنbiya كشخصيات بارزة مثل إسماعيل وداوود وسليمان الذين تركوا بصمة تاريخية مميزة رغم اختلاف الأدوار التي شغلوا. يشغل إسماعيل شهرة كونَه أول من استخدم الخيل بشكل فعلي، فيما اشتهر داوود وسليمان باستراتيجيتهما الفذة في الاستخدام الموحد لهذه الحيوانات القوية.
ومن بين هؤلاء البطولات التاريخية أيضاً نجد نبي الله هود والذي يعد الأول ضمن قائمة الأنبیa العربية الأصل حسب التفسيرات القرأنية والتراث الديني. أما بالنسبة للنביين المرتبطين بتقاليد كتابة النصوص والحروف، فهي قضية مثيرة للنقاش بين علماء الإسلام مع وجود اقتراحين رئيسيين: ادريس (حسب الضحاك) وآدم نفسه (وفق رأي كعب الأحبار).
وفي النهاية وليس آخر، يحتفظ الدين الإسلامي بموقع خاص لنبيه موسى ومن بعده يسوع المسيح المعترف بهم كممثلين مهمين لتقاليد الكتاب المقدس الإسرائيلية خاصة منذ ولادتهم داخل نفس المجتمع الثقافي والتاريخي لشخصيتي يوسف وموسى الكبيرتين. وهكذا تستمر رحلة اكتشاف تفاصيل حياة وأعمال هذه الشخصيات الجلية عبر الكتاب العزيز والسنة الشرعية النبوية المطهرة.