الحمد لله الذي منّ علينا بكتاب الله وسنة نبيه، ومنحنا علماءً أتقنوا جمع الحديث النبوي الشريف. يعد صحيح البخاري ومسلم من أهم المصادر في الحديث النبوي، وقد حظيا بمكانة عالية بين العلماء والمفكرين المسلمين. ومع ذلك، فإن بعض الشبهات قد طُرحت حول صحة هذه الكتب، خاصة فيما يتعلق بوجود نسخ أصلية بخط المؤلفين، بالإضافة إلى وجود أحاديث صحيحة في كتب أخرى لم تذكر في الصحيحين.
فيما يتعلق بنسخ الكتب الأصلية، فإنه من غير المنطقي أن يُطلب وجود نسخ خطية أصلية لكل كتاب لقبول صحته. ففي عالم اليوم، هناك العديد من الكتب التي لا تتوفر فيها نسخ خطية أصلية، ومع ذلك فإنها تعتبر صحيحة ومقبولة. صحيح البخاري، على سبيل المثال، سمعه تسعون ألف رجل من الإمام البخاري نفسه، كما أخبر بذلك أحد أشهر تلاميذه، محمد بن يوسف الفربري. وقد روى الصحيح عن الفربري جماعة من الرواة الثقات، مما يضمن سلامة النقل والتوثيق.
بالنسبة لأحاديث الصحيحين، فإنهما لم يستوعبا كل الصحيح في كتابيهما. فقد صرح البخاري ومسلم بأنهم لم يستوعبا الصحيح، بل قصدا جمع جمل منه. كما أن هناك أحاديث صحيحة في كتب أخرى لم تذكر في الصحيحين، وهذا لا ينتقص من قيمة الصحيحين، بل يدل على أن الصحيحين ليسا شاملين لكل الصحيح.
ومن المهم أن ندرك أن البخاري ومسلم لم يلتزما استيعاب الصحيح في كتابيهما، بل صح عنهما تصريحهما بأنهما لم يستوعباه. كما أن هناك أحاديث صحيحة في فضائل الأعمال وتضعيف الحسنات وغير ذلك لم تذكر في الصحيحين، وهذا لا يشكل مشكلة لأن الصحيحين ليسا شاملين لكل الصحيح.
في الختام، صحيح البخاري ومسلم هما من أهم المصادر في الحديث النبوي، وقد حظيا بمكانة عالية بين العلماء والمفكرين المسلمين. وعلى الرغم من بعض الشبهات التي طُرحت حولهما، إلا أن المنهج العلمي والتوثيق الدقيق يضمنان سلامة النقل والتوثيق.