الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
يعد دعاء قضاء الحوائج بعد صلاة الفجر من الأدعية المستحبة التي حث عليها النبي ﷺ، لما لها من فضل عظيم وأثر كبير في تحقيق الرزق والقضاء على الهموم. وقد ورد عن النبي ﷺ أحاديث عديدة تشير إلى أهمية هذا الدعاء، ومنها ما رواه الترمذي، حيث قال: "من قال: دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم-: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم؛ إلا الشرك بالله ﷿".
كما روى أبو داود وابن حبان أن النبي ﷺ كان يقول بعد الفجر والمغرب: "اللهم أجرني من النار. سبع مرات". وهذا الدعاء يشمل طلب الأجر من الله تعالى في الدنيا والآخرة، وهو دعاء عام يشمل جميع أنواع الحوائج.
ومن الأدعية الأخرى التي يمكن الدعاء بها بعد صلاة الفجر: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً"، كما رواه أحمد وابن ماجه عن أم سلمة ﵂.
وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم، يقول الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني". وهذا يدل على أهمية التوكل على الله والثقة به في تحقيق الحوائج.
وفي الختام، يجب على المسلم أن يتذكر أن الدعاء هو سلاح المؤمن، وأن الإلحاح في الدعاء والتوكل على الله هو مفتاح قضاء الحوائج. نسأل الله أن يرزقنا وإياكم قضاء الحوائج والتوفيق في الدنيا والآخرة.
