صيام الأيام البيض، والتي تشمل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، يعد من الأعمال المستحبة والمباركة عند المسلمين. هذا النوع من الصيام يجلب العديد من الفوائد الروحية والمعنوية، بما في ذلك:
- مثل صيام العمر: وفقًا لحديث نبوي صحيح رواه مسلم، فإن صيام هذه الأيام يكاد يكافئ صيام عمر كامل بسبب مضاعفة الحسنات. إن صيام ثلاثة أيام فقط يعادل صيام سنة كاملة بحسب إحدى آيات القرآن الكريم: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ".
- اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم: كان الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه يحث صحابته الكرام على صيام هذه الأيام، مؤكدًا لها أهميتها الدينية والإيمانية. كما نراه واضحًا في الأحاديث الشريفة التي نقلتها لنا الأجيال لاحقًا.
- البعد عن نار جهنم: يشير أحد الآثار المهمة لصيام الأيام البيض إلى قدرتها على تحقيق البراءة الجزئية من العقوبة الدنيا للحياة الآخرة. فقد أمرنا نبينا بأن صوم يوماً واحداً في سبيل الله يمكن أن يحجب وجه المرء عن نار جهنم لمدة طويلة جداً، مما يعني المزيد من الرحمة الإلهية والنماء الروحي.
- التقرب إلى الرب بالطاعات: تُعد نوافل مثل صوم هذه الأيام فرصة ذهبية للمؤمنين للتقرّب أكثر إلى بارئهم وكريمهم جل وعلى. وفي حديث جليل ذكر فيه رب العالمين حبّه لمن يستزيد إليه بالأعمال الطيبة حتى يصل مرحلة الوصول لقربه العظيم والذي بدوره يؤدي لعطايا عظيمة أخرى كالسمع والبصر والقوة وغيرها الكثير حسب قوله عز وجل: "... وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ..." [الحديث القدسي] .
- الدخول عبر بوابة خاصة للجنة: هناك وعد جميل لكل حافظ لفرائض الدين وصلاته وعمره بصومه لهذه الليالي المباركة بإذن الله تعالى بأنه سيجد نفسه ضمن أول الداخلين للقصور العالية التي تزدان بها الجنات برفقة الملائكة المقربين عندما يقول الحق سبحانه وتعالى:" قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا".
ختامًا وليس آخرًا، فلا يمكن المبالغة في توضيح مدى مكانتها الخاصة داخل منظومة تعبد المؤمن المتواضع لله الواحد الأحد، لذلك فهي تستحق التأني فيها وإعطاؤها حقها بممارسة شروطها الشرعية والسعي نحو تنفيذها بكل إيمان وثبات أمام جميع المصاعب والعوائق والصدمات اليومية أثناء المحافظة عليها خلال مسيرتنا القصيرة نحوالآمال العظيمة المنتظرة هناك فوق أرض الأفراح والسعادة السرمديتان!