في الإسلام، يعتبر اللباس الشرعي جزءاً أساسياً من التعاليم الدينية. عندما نتحدث عن الباروكة، وهي نوع من أنواع تغييرات الشكل الخارجي للشعر، فإن الحكم عليها يعتمد بشكل أساسي على النوايا والمقاصد. وفقاً للعديد من الفقهاء المسلمين، يمكن تقسيم حكم الباروكة إلى ثلاث فئات رئيسية بناءً على السياقات المختلفة التي قد يتم فيها استخدامها.
أولاً، إذا كانت المرأة تستخدم الباروكة لتحسين جمالها الشخصي فقط وبنية حسنة دون تباهي أو رياء، فقد يُعتبر هذا الأمر مباحاً. يقول الله تعالى في القرآن الكريم "ولا تصلوا إلى ما ليس لكم به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"، مما يوحي بأن الأمور المصرح بها هي تلك التي لا تتضمن الغش أو الخداع.
ثانياً، إذا تم استخدام الباروكة لتغطية عيب حقيقي مثل الصلع أو تلف الشعر نتيجة مرض أو حادث، فهذا يعد جائزاً أيضاً. هنا، تعد الباروكة كبديل طبيعي وضروري للحفاظ على الصورة الطبيعية والشخصية للمرأة.
ومع ذلك، هناك حالات قد تكون محظورة أو غير مستحبة. إذا استخدمت المرأة الباروكة لإخفاء عمرها الحقيقي أو جنسيتها أو دخلها أو لخداع الآخرين بطريقة ما، فقد تعتبر هذه الأفعال محرمة لأنها تنطوي على تضليل وخداع، وهو أمر يعارض تعاليم الإسلام الصريحة حول الصدق والأمانة.
بالإضافة لذلك، ينبغي النظر في نوايا الفرد وتوجيه سلوكه نحو الخير دائمًا وتحقيق المنافع العامة بدلاً من مجرد تحقيق مكاسب شخصية أو مظهر خارجي زائف. كما أنه يستحب دائما اتباع السنة النبوية والإرشادات القائمة على القيم الإسلامية التقليدية عند اتخاذ القرارات المتعلقة باللباس والتجميل.
بشكل عام، يبقى الموضوع متعدد الجوانب ويحتاج إلى دراسة عميقة لكل حالة فردية ومعرفة الدوافع والعواقب المحتملة قبل الوصول إلى حكم قاطع. ولكن بالتأكيد، الأدلة المقدمة تشير إلى أن ترتيب الباروكة للأسباب الطبية أو الجمالية الشخصية بدون إساءة الاستخدام يمكن قبوله ضمن حدود الأحكام الإسلامية المعروفة.