تعد سورة قريش واحدة من سور القرآن الكريم التي تتحدث عن نعم الله تعالى على قريش، وهي قبيلة عربية مشهورة. هذه السورة مكية، أي أنها نزلت قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة. تتكون من أربع آيات فقط، ولكنها تحمل في طياتها معاني عميقة.
تبدأ السورة بقول الله تعالى: "لإيلاف قريش"، حيث "إيلاف" تعني التجمع والالتئام. قريش هم أبناء النضر بن كنانة، وهم قبيلة مشهورة بتجارتها ورحلاتها الطويلة في الشتاء والصيف. كانت قريش تذهب إلى اليمن في الشتاء وتذهب إلى الشام في الصيف، مما يوفر لهم الأمن والاستقرار في رحلاتهم التجارية.
ثم يأمر الله تعالى قريش بأن يعبدوه، قائلاً: "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف". هذا البيت هو الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، التي كانت مركزًا للتجارة والعبادة في ذلك الوقت. الله تعالى يذكر قريش بنعمه عليهم، حيث أمنهم من الجوع والخوف أثناء رحلاتهم التجارية.
في سياق آخر، تشير السورة إلى أن قريش كانت محمية من قبل الله تعالى، حتى عندما جاء أصحاب الفيل لهدم الكعبة، أهلكهم الله تعالى لحماية قريش. هذا يوضح كيف أن الله تعالى يحمي عباده الصالحين ويجازي الظالمين.
في الختام، سورة قريش هي تذكير لقريش بنعم الله تعالى عليهم، ودعوة لهم للعبادة والامتنان. إنها أيضًا قصة عن حماية الله تعالى لعباده الصالحين وتدبيره للأحداث وفقًا لوصاياه.