كان الشاعر أبو الطيب أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي أحد أشهر شعراء العرب وأكثرهم تأثيرًا عبر التاريخ الإسلامي والعروضي. ولد حوالي العام 915 ميلادي في مدينة الكوفة بالعراق واشتهر بشعر يُعَدّ نبراساً للثورة الفكرية والأدبية في العصر العباسي. برز اسم "المتنبي" كرمز للشعر النبوي، ليس بسبب ارتباطه برسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر ولكنه كان يمتلك قدرة فريدة على تصوير الحياة الروحية والتعبير عنها بطريقة فنية راقية ومتسامية.
لقد اشتهر المتنبي بحكمته الرفيعة وبلاغته الاستثنائية التي جعلت منه صوتاً ملهمًا للأجيال التالية. رغم عدم وجود أدلة تاريخية مباشرة تربطه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم سوى بعض القصائد التي قد تحتوي على إشارات غامضة، إلا أن العديد من الدارسين والمؤرخين الأدباء اعتبروه "شاعراً للنبوة"، وذلك نظرًا لقدرته الفائقة على التقاط الجوهر الإنساني والديني للإسلام والسماء الرحبة لصلاة النبي الكريم.
الشخصية المثقفة والمعقدة للمتنبي تعكس نفسها في أعماله الغنية بتنوع التجارب والحكمة والفلسفة. وقد تأثر بها الكثيرون خارج العالم العربي أيضًا، مما يعكس مدى عمقه وقوة رسالته الخالدة. إن تراثه الشعري يشكل جزءًا حيويًا من التراث الثقافي العالمي ويظل مصدر إلهام مستمر لفنانين ومبدعين متعددي الأجيال.