يعدّ الشيخ تقي الدين أحمد بن عبد الحليم النميري الشهير بابن تيمية أحد أبرز العلماء المسلمين في التاريخ الإسلامي. تركت أقواله أثراً كبيراً في مجالات الفقه والتفسير والعقيدة والفلسفة الإسلامية. سنتناول هنا بعضاً من هذه الأقوال التي تعكس عمق فكرته وتنوع اهتماماته العلمية.
في مجال العقائد، أكد ابن تيمية على أهمية توحيد الله سبحانه وتعالى ووصف الشرك بأنّه "الكفر الأكبر". كما ذكر أنّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو الخاتم للأنبياء وأن القرآن الكريم كلام الله المنزل بواسطة الوحي جبريل عليه السلام. وقد عبر عن ذلك قائلاً: "الشركُ والكُفرُ هو اتخاذِ شريكٍ مع الله تعالى فيما خصَّ نفسه به."
وفي مجال الأخلاق، دعا إلى ممارسة القيم الإنسانية مثل الصدق والإخلاص والرحمة. وقال أيضاً: "إنّ أقرب الناس إلى الله عز وجل هم أحسنهم خلقاً"، مما يؤكد على دور الأخلاق الحميدة في التقرب من الرب جل وعلا.
وعلى الصعيد الاجتماعي، شدّد على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية وحقوق الفقراء والمحتاجين. حيث نصح بالتوازن بين الثروات المالية وبين مصالح المجتمع عامةً، آمراً الأغنياء بالإنفاق منها لإغاثة المحتاجين وفق ما ورد في الحديث النبوي الشريف:"ما نقص مالٌ من صدقة".
وبالنظر إلى المواقف السياسية، دعم ابن تيمية الدعوة للإصلاح الداخلي للأمة الإسلامية بهدف تقويتها ومقاومة الاستبداد والاستعمار الخارجي. وكان له رأي قوي حول طبيعة الحكم الإسلامي وأهدافه الرئيسية وهي تحقيق عدالة اجتماعية وإشاعة الأمن ونشر العلم والمعرفة.
بهذا النهج المتكامل، يظل تأثير ابن تيمية واضحا حتى اليوم وسط الحياة الدينية والثقافية لعالمنا العربي والإسلامي الواسع.