حساب عدّة المرأة المطلّقة وفق الشريعة الإسلامية

في الإسلام، تعددة المرأة المطلَّقة أمر مذكور بشكل واضح ومفصل في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. هذه الفترة الزمنية التي تمر بها الزوجة بعد الطلا

في الإسلام، تعددة المرأة المطلَّقة أمر مذكور بشكل واضح ومفصل في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. هذه الفترة الزمنية التي تمر بها الزوجة بعد الطلاق تُعرف باسم "العِدة". يهدف هذا النظام الشرعي إلى حماية كرامة النساء وضمان عدم انقطاع العلاقات الأسرية بطريقة مفاجئة وغير محسوبة العواقب. سنتناول هنا تفاصيل دقيقة حول كيفية احتساب العدَّة بناءً على الأحكام الدينية والأحوال الشخصية لكل امرأة مسلمة طالقت.

تختلف مدة عدتها للمرأة المسلمة حسب حالتها عند الطلاق؛ فإذا كانت زوجة عاقراً ولم تحمل منه قط، فإن عدتها تنتهي برؤية حيضة واحدة فقط بشرط أنها لم تكن ذات حمل سابقاً. أما إن كانت قد بلغت سن اليأس الجنسي ودخلت مرحلة انقطاع الحيض، فتعتبر تلك اللحظة بداية وانتهاء لعدتها أيضاً. وفي حالة كونها حاملًا وقت طلاقهما، تستمر فترة استعدادها حتى وضع مولودها وما بعد الولادة بما يشمل الأربعين يوم التالية للعناية بالوليد والترويح عليه.

ومن الجدير ذكره أنه بالنسبة لحالات الحمل غير المؤكد، يتم أخذ أقصر المدد المحتملة بالحسبان وهو خمسة أشهر وعشر أيام كما جاء في قوله تعالى: {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}. ومن ناحية أخرى، إذا حدث طلاق أثناء شهور النفاس مباشرة بعد الوضع مباشرةً، يستمر قياس الوقت بدءا من نهاية نفاسها وليس بحلول موعد دورة شهرية جديدة لها لأن الدم الناجم حينئذٍ ليس دم حيض وإنما هو مجرد نزيف ناشئ عن عملية ولادتها الأخيرة.

وفي كلتا الحالتين -أي سواء أكانت مستمرة في حمل أم شارفت عليه- يحق للزوج شغل فراشها خلال مدت العِدة ما دام الأمر جائز شرعا وبعيدا عمّا يؤدي لتجديد ارتباطهما مجددا عبر الجماع المتعمّد المتكرر مما يعني فعليا زواج جديد خارج نطاق عقد سابق له سند رسمي صحيح مكتمل الشروط والشروط اللازمة للسداد والقبول. ولا يجوز شرعا تغرير الرجل بغشاء فرجه بتلك الوسيلة لإرجاع رابطة الزوجية إلا وفق ضوابط معينة منها صدق نيته وحسن ظنه بإمكانيات الرجوع إليها لاحقا واستقرار حاله وظروفه المالية والنفسية كذلك معرفتها بالموضوع قبل موافقتها الصريحة الواضحة عليه تجنبًا لكل لبس وتمسكًا بمبدأ رضائكم فيما بينكم!

إن احترام حقوق الإنسان وتوفير بيئة آمنة لعيش حياة كريمة هما هدف سامي تسعى إليه جميع العقائد السامية وليست مقتصرة على جانب واحد دون آخر بل جزء رئيسي ضمن منظومة القيم الإنسانية المشتركة والتي تشمل تبني إجراءات قانونية واجتماعية تضمن سلامة أفراد المجتمع وعدالة قضاياه وتحصيل مستحقوقه بدون تمييز مهما اختلفت الملل والمذاهب ونظرت الأفهام للأحداث المختلفة بشأنها وأسباب اختلاف الرؤى والنظر فيها نظر متسامح رحيم مقبول لدى العامة خاصة عندما تتعلق بشخص معرض للتغيير نحو أحسن حالاته بالتدرج والمعاملة الأخوية المحبة والتي تناسب روح المصارحة والإصلاح عوض التعنت والعناد المخالف لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر رسل رب العالمين الذين دعوا للإيثار والصفح والجود بالحكمة والموعظة الحسنة لتحقيق الفلاح والفوز الأكبر عند خالق البشر وخالق آدم وأبنائهم.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات