ولد العالم الإسلامي الكبير محمد بن صالح بن إبراهيم آل الشيخ المعروف باسم "ابن باز"، في مدينة الرياض عام 1910 ميلادي. نشأ في بيت علم ودين، فأثر ذلك بشكل كبير في حياته الأكاديمية والدعوية. بدأ تعليمه المبكر تحت رعاية عائلته الواعية التي كانت تشجع الدراسة الدينية. ثم التحق بمدرسة الأمين بالرياض والتي برز فيها كنموذج للتفوق العلمي. بعدها انتقل إلى مكة المكرمة عام 1925 للحصول على مزيدٍ من التعليم الشرعي داخل الحرم المكي الشريف.
تتلمذ لدى العديد من علماء عصره مثل الشيخ عبد الرحمن السعدي والشيخ عبد العزيز بن باز وغيرهما ممن ساهموا جميعا في ترسيخ أسس الفقه والحفظ الصارم للأحاديث النبوية. أصبح شخصية بارزة في المجال الديني والعلمي عندما حصل على درجة العالمية في الحديث وعلومه عام 1947 وكان عمره حينذاك 37 سنة فقط.
بعد ذلك، تولى عدة مسؤوليات دينية منها العمل كمدرس بكلية الشريعة وحاصل علي شهادة الأستاذية فيها بالإضافة لتدريسه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعضويتها لاحقا. كما كان عضو مجلس القضاء الأعلى بالمملكة العربية السعودية وأحد المقربين لملك البلاد الملك خالد والأمير فيصل بن عبدالعزيز.
كان لديه اهتمام واسع بالنقد والتفسير والتاريخ مما جعله مؤلفات عديدة، ومن أشهرها "مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم". يعتبر كتاباته مرجعاً أساسياً للتخصصات الإسلامية المختلفة خاصة فيما يتعلق بالتوجيهات الشرعية والقضايا الاجتماعية المتنوعة.
رحل عن عالمنا يوم الجمعة الموافق الخامس عشر من شهر رمضان المبارك للعام الهجري 1420 ما يعادل الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني لسنة ألف وتسعمائة وثمانية وخمسون ميلادية تاركا خلفه تراثا دينيا غنيا أثرا فيه عمليا وفكريا قبل وفاته وبعدها أيضا حتى وقت كتابة هذه السطور.