يعد جبل عرفات واحداً من أهم المواقع الدينية في الإسلام، يقع شرق مدينة مكة المكرمة بحوالي 22 كيلومتراً تقريباً، وهو أحد الجبال التي تشكل حديقة عرفة الشهيرة والتي تعتبر مكاناً مهماً للحجاج المسلمين خلال موسم الحج. يُطلق عليه أيضاً اسم "جبل رحمة"، نظرًا لأهميته الروحية العظيمة بالنسبة للمسلمين حول العالم.

تاريخياً، يعد هذا الموقع نقطة بارزة في قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل -عليه السلام-. فوفقاً للتقاليد الإسلامية، هنا حيث أمر الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم بأن يحلق رأس ابنه بعد اكتمال بناء الكعبة المشرفة. أما اليوم، فهو المكان الذي يقضي فيه الحاج يوم النحر، وهو ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وهو ركن أساس من أركان الحج الإسلامي الخمسة.

من الناحية الجغرافية، يشتهر جبل عرفات بطابعه الصحراوي وشكل قاعدته المسطح نسبياً والذي يرتفع تدريجياً نحو القمة ذات المنحدرات الحادة. ويبلغ ارتفاع الجبل حوالي 75 متراً فوق سطح البحر. رغم بساطته الظاهرية، إلا أنه يتميز بتنوع الحياة النباتية والحيوانية نظراً لخصوبتها المعتدلة مقارنة بباقي المناطق المحيطة بها.

في الإسلام، تشهد هذه المنطقة حدثا تاريخيا هاما آخر؛ إذ تُروى قصص كثيرة عن خطبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمام الجموع الهائلة هناك أثناء الوقوف بعرفة. وقد نقلت أحاديث نبوية عديدة فضل ووجوب صلاة الظهر والعصر جمع تقديم لتلك اللحظة الفارقة في تاريخ البشرية.

إن زيارة جبل عرفات ليست فقط فرضاً دينياً ولكنها تجربة روحية وثقافية عميقة لأولئك الذين يسافرون إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج. إنها دعوة للتفكر في الطبيعة الإنسانية والقيم الأخلاقية العليا التي يدعو إليها الدين الإسلامي.