الحياة الزوجية قد تواجه تحديات ومشكلات، ولكن الإسلام يقدم لنا أدوات قوية لحل هذه المشكلات واستعادة السلام والوئام. دعونا نستعرض بعض النصائح العملية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

أولاً، يجب على الزوجين اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، فهو مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر. يمكن أن يكون دعاء المكروب الذي رواه أحمد وأبو داود عن أبي بكرة -رضي الله عنه- بمثابة مفتاح لحل المشاكل الزوجية: "اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت".

ثانياً، الصبر مفتاح الفرج، وهو مفتاح للخير وله عواقب حميدة في الدنيا والآخرة. كما قال تعالى: "وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" [يوسف:87].

ثالثاً، الحوار والتفاهم هما أساس حل الخلافات الزوجية. يجب على الزوجين الحرص على تحري الحكمة وأن يتغاضى كل منهما عن زلات الآخر. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجىء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال: ثم يجىء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ـ قال: ـ فيدنيه منه ويقول: نعم أنت».

رابعاً، يجب على الزوجين تجنب فعل ما قد يستفز الآخر ويثير غضبه. وفي حال ثورة غضب أي منكما، أن يبتعد الآخر حتى تهدأ النفوس. كما ثبت في صحيح البخاري عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله؛ هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب.

خامساً، يمكن للزوجين الجلوس في ساعة صفاء ليضعا أسسا للتعامل بينهما من أجل الاستقرار في الحياة الزوجية. وهذا يتضمن تجنب الشتائم والاعتداء الجسدي، واللجوء إلى الحوار الهادئ لحل المشكلات.

ختاماً، يجب على الزوجين أن يتذكرا أن الحياة الزوجية مليئة بالتحديات، ولكن مع التوكل على الله والصبر والح