تعد الكعبة المشرفة رمزاً دينياً هاماً في الإسلام ويقع قلبها في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. تعتبر هذه البقعة المقدسة مركز الرحلات الدينية لجميع المسلمين حول العالم خلال موسم الحج والعمرة. يرجع تاريخ بنائها إلى العصور القديمة عندما كانت تحت رعاية النبي إبراهيم وزوجته هاجر وابنهما إسماعيل عليهم جميعاً الصلاة والسلام.
يذكر القرآن الكريم قصة بناء الكعبة في عدة سور منها سورة البقرة وسورة آل عمران وفي سورة الحج أيضًا. يروي لنا التاريخ أنه بعد نزوح أسرة النبي إبراهيم من أرض فلسطين بسبب طغيانهما، استقر بهم الأمر بمكان خالٍ من السكان بالقرب من موقع الكعبة الحالي. هناك أمرهما الله عز وجل بأن يبني بيتاً يعبد فيه وحده دون شريك.
بدأ النبي إبراهيم وبمساعدة ابنه إسماعيل العمل الجاد لبناء البيت الحرام كما ورد في الآيات "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى". وقد اختارا مكان هبوط جبريل -عليه السلام- بالماء لأجل زوجته الهاجرة التي تركتها هناك أثناء سفر عودتهم لفلسطين بحثاً عن الماء لها ولابنهما الصغير آنذاك. وبعد إتمام البناء وتجهيز أساساته، قامت قبائل العرب فيما بعد بتوسيعها وإضافة غرف جانبية إليها حتى عصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حين زادت مساحتها بشكل كبير قبل فتح مكة للمسلمين سنة ثمان للهجرة النبوية الشريفة.
وتعتبر مراسم الهدم والبناء جزءاً مهماً من العقيدة الإسلامية؛ ففي كل عام يتم هدم الجزء الجنوبي الغربي من الكعبة لإعادة ترميمها وصيانة مبانيها وفق نهج ثابت منذ القدم مما يجسد ارتباط البشرية ارتباط وثيق برحمة الخالق ومرونته تجاه عباده عبر الزمن.