الرحمن والرحيم هما من أسماء الله الحسنى التي تدل على اتصافه بالرحمة. الفرق بينهما يكمن في مدى شمولية وخصوصية هذه الرحمة. الرحمن يدل على المبالغة في رحمة الله، حيث تشمل جميع مخلوقاته، سواء آمنوا به أم لم يؤمنوا. أما الرحيم، فهو يدل على خصوصية الرحمة بالمؤمنين، حيث يمتد تأثيرها إلى المؤمنين فقط.
قال ابن كثير في تفسيره: "قال أبو علي الفارسي الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة، يختص به الله تعالى، والرحيم إنما هو من جهة المؤمنين". وبالمثل، قال ابن عثيمين: "الرحمن: هو ذو الرحمة الواسعة؛ لأن فَعْلان في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان، إذا امتلأ غضبا، الرحيم: اسم يدل على الفعل؛ لأنه فعيل بمعنى فاعل، فهو دال على الفعل".
ومن هنا، يمكن القول إن رحمة الله الرحمن واسعة تشمل الجميع، بينما رحمة الله الرحيم خاصة بالمؤمنين. ومع ذلك، فإن بعض العلماء يرون أن الرحمن هو علم خاص بالله تعالى، فلا يُطلق على أحد سوى الله، بينما الرحيم يمكن أن يوصف به غير الله سبحانه.
وتتجلى رحمة الله الواسعة في العديد من مظاهرها، مثل بعث الرسل لهداية الناس، وإنزال الغيث لروي ظمأ الإنسان والمزروعات، وجعل الأم ترعى وتسهر على راحة طفلها. الإسلام دين الرحمة والرفق، حيث أمر الناس أن يرحموا بعضهم البعض، وأمر بالرفق بالحيوان ورحمته وإطعامه وإيوائه.
عندما يبدأ المسلم عمله أو حياته، يقول "بسم الله الرحمن الرحيم"، مما يدل على توكله على الله الخالق المتصف بالرحمة الواسعة.