في الإسلام، يعد الزواج عقدًا مقدسًا له أهميته الروحية والمعنوية الكبيرة. ويتفق الفقهاء من جميع المذاهب الرئيسية - الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي - على وجود أركان أساسية للزواج لاعتبارها سارية وملزمة قانونيًا ودينيًا. دعونا نستعرض هذه الأركان الواجب توفرها لتكون عملية الزواج مشروعة ومقبولة شرعاً.
الركن الأول: الإيجاب والقبول
يشير هذا الركن إلى اتفاق الطرفين، الرجل والمرأة، بشكل واضح ومنتظم حول نواياهم في الارتباط مع بعضهما البعض كزوج وزوجة. يُطلق "الإيجاب" عادةً عندما يقدم أحد طرفي النقاش عرض الزواج رسمياً، بينما يعني القبول الموافقة الرسمية والتأكيد المستحق عليه. ويتم ذلك غالبًا في حضور الشهود لإثبات وجود الاتفاق وتحديد الشروط والتفاصيل الأخرى المتعلقة بالزفاف والعلاقة المستقبلية بينهما. وهذا ما يعرف بالإعلان الرسمي عن نيتهم الدخول في علاقة زواج ملزمة بموجب شريعة الله عز وجل.
الركن الثاني: ولي المرأة وحضور شاهدين عدلين
يتضمن الزواج وفقًا للتعاليم الإسلامية الحصول على موافقة الشرعية ممثلة بولي المرأة؛ وهو الشخص المنوط به الاعتناء بها ورعايتها حسب القانون المدني والديني المحلي. ويُفضَّل أن يتم تقديم إقرار الولاء بصورة علنية وبحضور شهود عدلين ذكور مسلمون قادرون على الادلاء بشهادات صادقة مؤيدة لاتفاق الطرفين والإشارة إليه أمام المجتمع المسلم للحصول على قبوله الاجتماعي أيضاً. إن تواجد هؤلاء الشهود يؤكد شرعية العملية ويمنح الثقة والأمان لكلا الطرفين مما يعزز الاستقرار العائلي والحياة المشتركة المبنية على التفاهم والقوانين الراسخة.
الركن الثالث: مهر المرأة
على عكس بعض الثقافات الأخرى التي قد تشجع فيها النساء على دفع تكاليف حفل زفافهن الشخصية، فإن ثوابت الدين الاسلامي واضحة وتحدد واجباً مالياً على زوج المستقبل تجاه عروسه الجديدة عند اتمام مراسم الزواج. يسمى المهر المعروف أيضًا باسم صداق وقد تم تحديد قيمته التقليدية منذ قرون خلت وهي امر ضروري لكل عقود الزواج الصحيحة دينيا وفوق كل اعتبار آخر بما فيه الجوانب المالية الخالصة تماما ولا يجوز إلغاؤه مهما تكن الظروف أبدا إذ هو حق أصيل لحفظ كرامة النساء وتحقيق مبدأ العدل التام داخل اطار العلاقات الاسرية المتحابة والتي تحترم حقوق الانسان كما جاء بيانه تفصيليا في القرآن الكريم وأحاديث الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم والسنة المطهرة عموما بلا استثناء مطلقا. فالمهور هي رمز احترام واح سان للمرأة ولشخصيتها ولما توفره لها من مستقبل آمن مستقرة مزدهر بخلاف الضرر النفسي والجسدي المصاحب للأحوال الاجتماعية المؤلمة المؤلمة جدا بالنسبة لمثل تلك التصرفات غير الأخلاقية خارج ضوء الشمس والتقاليد المقيدة بحرية الإنسان والكرامه الخاصة بهذه الحالة الخاصة جدا بحسب رؤيتنا هنا اليوم!
إن فهم رموز وعناصر مثل هذه الأساسيات الثلاث يساهم كثيرا بتوضيح جذور التعاملات العائلية المبنية علي اساس متينة وكاملة تنعم بكل اجواء الألفة والمحبه والاحترام المتبادل والذي بدوره يقوي روابط الوحدة الوطنية ضمن مجتمعات المسلمين المختلفة عبر العالم بشكل عام وفي مختلف الدول العربية والخليجيه وغيرها الكثير أيضا.. وهكذا تكون الحياة الأسرية سعيده واستدامتها مضمونة بإذن رب العالمين سبحانه وتعالى محافظا عليها دوماً وعلى صحبة الأفراد الذين ارتبطوا برابط مقدس يحمي ويعلي مكانتهم اجتماعيا وإنسانيا قبل كل شيئ...