سعد بن معاذ، أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في التاريخ الإسلامي المبكر، والذي يُعتبر رمزاً للتواضع والعلم والشجاعة. ولد هذا الرجل الصارم الرأي والقوي الإرادة قبل ظهور الإسلام بفترة قصيرة ولكنه انضم إلى الدعوة الإسلامية بشكل مبكر وتبنى العقيدة الجديدة باعتناق صادق. كان سعد واحداً من أولئك الذين انتدبتهم قبيلة الخزرج ليمثلوا مصالحها أثناء الصلح بين قريش وأهل المدينة المنورة المعروف بحلف العقبة الثاني.
بعد هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، برز دور سعد كقائد عسكري بارز وسياسي محنك. شارك في العديد من الغزوات والمؤتمرات المهمة مثل غزوة بدر وغزوات الأحقاف وغيرها الكثير. كما لعب دوراً رئيسياً في التحالفات السياسية التي عززت قوة الدولة الناشئة للإسلام تحت راية النبي الأعظم.
إلا أن مرضاً ألمَّ بسعد بن معاذ خلال غزوة مؤتة عندما هاجم المسلمون الجيش الروماني الشرقي هناك. رغم أنه لم يكن المصاب الوحيد لكن حالته الصحية كانت الأكثر خطورة بسبب إصابته بجروح عميقة ومتعددة أدت إلى تعقيد صحته الحالية المتدهورة بالفعل نتيجة المرض السابق. ورغم ذلك فقد ظل ثابت القلب حتى آخر لحظاته وهو يشهد لأخيه خالد بن الوليد بعد استشهاده بأنه شهد له بالنبوة عند لقائه للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وفي سبيل رضوان الله ولأجل دين الحق والإسلام، توفي سعد بن معاذ رحمه الله في الخامس عشر من شهر رمضان سنة ثمان للهجرة وذلك بعد مغادرة المسلمين لغزو منطقة الأردن مباشرةً مما جعل وفاته مقرونة بذاكرة بطولات ومآثر تلك الفتوحات الجليلة. إن وفاة هذا القائد العظيم ترك أثراً عميقاً لدى الصحابة رضي الله عنهم جميعاً ومن بعدهم كل أهل الإسلام الذين تعلموا منه الفضائل والقيم النبيلة عبر تاريخ الإنسانية الطويل.
