الدعاء بعد تكبيرة الإحرام: حكمه وأدلته

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فقد اختلف العلماء في حكم الدعاء بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة في الصلاة. فذهب جم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فقد اختلف العلماء في حكم الدعاء بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة في الصلاة. فذهب جمهور أهل العلم، منهم الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، إلى استحباب الدعاء بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة، مستندين إلى الأحاديث الصحيحة التي وردت في ذلك.

قال النووي في "المجموع": "أما الاستفتاح، فاستحبه جمهور العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، ولا يُعرف من خالف فيه إلا مالكٌ رحمه الله". واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبر، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك". رواه مسلم.

كما استدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين". رواه مسلم.

أما المالكية، فقد ذهبوا في المشهور عندهم إلى كراهة الدعاء بعد التكبير وقبل القراءة. جاء في مختصر خليل: "فصل في فرائض الصلاة وسننها ومندوباتها ومكروهاتها. وذكر من المكروهات الدعاء قبل القراءة".

وقد أجاب غير المالكية على أدلة المالكية، ولم يستطع المالكية الرد على أدلتهم. فالدليل الأول هو عمل أهل المدينة الذين أدركهم مالك لا يستفتحون، واستدلوا أيضًا بحديث أنس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين". رواه مسلم.

وقد أجاب النووي على أدلة المالكية فقال: "فرع في مذاهب العلماء في الاستفتاح وما يُستفتح به. أما الاستفتاح فقال باستحبابه جمهور العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، ولا يُعرف من خالف فيه إلا مالكٌ رحمه الله".

والدليل على استحباب الدعاء بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة هو الأحاديث الصحيحة التي ذكرناها، ولا جواب له عن واحدٍ منها. والله أعلم.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات