فوائد الزواج ودلالات حديث من استطاع منكم الباءة فليتزوج

حثَّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم المؤمنين الذين يتمتعون بالقدرات اللازمة على تحمل مسؤوليات الحياة الزوجية على الإقدام على الزواج. جاء ذلك في عدة أحا

حثَّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم المؤمنين الذين يتمتعون بالقدرات اللازمة على تحمل مسؤوليات الحياة الزوجية على الإقدام على الزواج. جاء ذلك في عدة أحاديث نبوية ترشدنا إلى أهمية وفوائد الزواج حسب الشرع الإسلامي. يقول الرسول الكريم: «من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنّه أغض للبصر وأحصن للفرج». يشير مصطلح "الباءة"، كما يوضح علماء الدين، إلى القدرة المالية والجسدية لإشباع حاجات الشريك ورعاية الأسرة بشكل عام.

يتضمن الحديث دعوة واضحة لتحقيق الاستقرار العاطفي والجسدي للعازبين القادرين. فكما يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم، يساعد الزواج بالفعل في غض البصر والكبح النفسي للحفاظ على الطهر والعفة. إن نظرتنا للأمور هي انعكاس مباشر لما يجول بخاطرنا؛ فالنظرة المحرمة قد تؤدي تدريجيًا إلى الوقوع في المعصية إذا تركنا مجالاً لذلك. ومن ثم، يعد الزواج سداً يحمي القلب والعقل من الانجراف نحو الخطيئة غير المرغوب فيها.

بالإضافة لذلك، يساهم الزواج أيضًا في حفظ الفرج وصيانته. لقد خلق الله الإنسان بشغف وشوق طبيعيين، ولكن جعله الإسلام ضمن حدود وضوابط محددة لحماية المجتمع والأفراد منه. وبالتالي، يعد زواج الشباب والشابات طريقة مثالية للتعبير المشروع لهذه الرغبات الطبيعية وإخمادها تحت مظلة قانونية وأخلاقية سامية. وقد أكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قيمة هذه الصدقات الروحية قائلاً: «وفي بضع أحدكم صدقة»، مؤكدًا أنه عندما يعبر الشخص عن حبّه تجاه زوجته بطريقة شرعية وعادلة، فهو يكافأ عليها أمام الله تعالى.

ويرى علماء الدين مثل ابن دقيق العيد رحمه الله أن قوة الشخصية والتزام المسلم بتعاليم دينه تساهم بصورة كبيرة في تحقيق الغرض المنشود من خلال الزواج. فتزوّج القادر قادرٌ بالتأكيد على التحكم برغباته وتعزيز انتصاره لنفسه ضد نزغات النفس التي تشجع المعاصي والمعاملات المحرمة. خلاصة الأمر أن احترام الذات والإخلاص لله هما مفاتيح الصحة العامة والسعادة في ظل العيش بحسب تعاليم القرآن الكريم والسنة المطهرة.


الفقيه أبو محمد

17997 블로그 게시물

코멘트