حسان بن ثابت بن المنذر، أبو الوليد، الخزرجي الأنصاري، هو أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي. ولد قبل بعثة النبي محمد ﷺ بسنوات طويلة، عاش ستين عامًا في الجاهلية ومثلها في الإسلام، مما جعله أحد المخضرمين الذين عاصروا الجاهلية والإسلام.
كان حسان بن ثابت شاعرًا بارعًا، اشتهر بمدائحه في ملوك الغساسنة بالشام والمناذرة بالحيرة قبل الإسلام. عندما أسلم، أصبح شاعر رسول الله ﷺ، ودافع بشعره عن الدعوة الإسلامية ضد كل من يناهضها. كان النبي محمد ﷺ يقدر شعره ويحترمه، حتى أنه كان ينصب له منبرًا في المسجد ليقف عليه ويفخر عن النبي ﷺ.
على الرغم من شهرته وشاعريته، لم يشهد حسان بن ثابت مع النبي ﷺ أي غزوة بسبب مرض ألم به. ومع ذلك، فقد وهبه النبي ﷺ جاريته سيرين - أخت مارية المصرية - فأنجبت له عبد الرحمن. عاش حسان بن ثابت حياة طويلة، وتوفي في المدينة المنورة في نحو عام 50 هـ.
اشتهر حسان بن ثابت بشعره الفصيح والبليغ، حتى إنهم كانوا إذا وصفوا إنسانًا بالبلاغة، قالوا: "رجل صنع اللسان، ولسان صنع". ترك حسان بن ثابت ديوان شعر مطبوعًا يضم قصائده التي تعكس حياته وشعره الفذ.
بهذا نرى أن حسان بن ثابت كان أكثر من مجرد شاعر، بل كان شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي، ترك بصمة واضحة في الأدب والشعر العربي.