الزكاة والصدقة هما من أهم العبادات المالية في الإسلام، ولكل منهما خصائصها وشروطها وأحكامها الخاصة. الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي فرض عين على كل مسلم قادر على أدائها، بينما الصدقة هي تطوعية وليست واجبة.
الزكاة لغةً تعني النماء والبركة، أما شرعاً فهي التعبد لله بإعطاء ما أوجبه من أنواع الزكوات إلى مستحقيها على حسب ما بينه الشرع. أما الصدقة لغةً فهي مأخوذة من الصدق، إذ هي دليل على صدق مخرجها في إيمانه. شرعاً، الصدقة هي التعبد لله بالإنفاق من المال من غير إيجاب من الشرع.
الفرق بين الزكاة والصدقة يتجلى في عدة نقاط:
- النوع والحدود: الزكاة أوجبها الإسلام في أشياء معينة وهي: الذهب والفضة والزروع والثمار وعروض التجارة وبهيمة الأنعام (الأبل والبقر والغنم). أما الصدقة فلا تجب في شيء معين بل بما يجود به الإنسان من غير تحديد.
- الشروط والمقدار: الزكاة تشترط لها شروط مثل الحول والنصاب، ولها مقدار محدد في المال. أما الصدقة فلا يشترط لها شروط، فتعطى في أي وقت وعلى أي مقدار.
- المستحقون: الزكاة تعطى لأصناف معينة لا يجوز أن تعطى لغيرهم، وهم المذكورون في قوله تعالى: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم" (التوبة: 60). أما الصدقة فيجوز أن تعطى لمن ذكروا في آية الزكاة ولغيرهم.
- الحكم الشرعي: مانع الزكاة يعذب كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (987) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم". أما الصدقة فلا يعذب تاركها.
- الأصول والفروع: الزكاة لا يجوز إعطاؤها للأصول والفروع، بينما الصدقة يجوز إعطاؤها للفروع والأصول.
- الأفضلية: الأفضل في الزكاة أن تؤخذ من أغنياء البلد فترد على فقرائهم، بل ذهب كثير من أهل العلم أنه لا يجوز نقلها إلى بلد آخر إلا لمصلحة. أما الصدقة فلا توجد أفضلية محددة في هذا الشأن.
- النية: عند إخراج الزكاة يجب أن تكون النية خالصة لله تعالى، بينما يمكن أن تكون النية في الصدقة خالصة لله أو لطلب الثواب أو لطلب المغفرة.
في الختام، الفرق بين الزكاة والصدقة واضح في تعريفها وشروطها وأحكامها، ولكنهما متكاملتان في تحقيق البركة والنماء في المجتمع المسلم.