نزلت سورة المجادلة، وهي السورة الثامنة والخمسون في القرآن الكريم، في المدينة المنورة، وفقًا لرأي جمهور العلماء. وتتكون هذه السورة من اثنتين وعشرين آية، وتتناول موضوعات مختلفة تتعلق بالزواج والطلاق والظهار.
أحد الأسباب الرئيسية لنزول هذه السورة هو قصة خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت. حيث روي أن أوس بن الصامت، وهو رجل كبير في السن، غضب من زوجته خولة بنت ثعلبة بسبب نقاش بينهما، فطلقها بقوله "أنت عليّ كظهر أمي". هذا القول كان شائعًا في الجاهلية، حيث كان العرب يحرمون نساءهم على أنفسهم بهذه العبارة.
عندما علمت خولة بنت ثعلبة بهذا الطلاق، ذهبت إلى رسول الله ﷺ لتستفتيه في أمرها. ولكن رسول الله ﷺ لم يكن قد نزل عليه وحي في مثل هذا الأمر، فقال لها: "ما أراك إلا قد حرمت عليه". فاستمرت خولة بنت ثعلبة في مجادلة رسول الله ﷺ، حتى نزلت الآيات الكريمة من سورة المجادلة، والتي تشير إلى قصة خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت.
وتتناول السورة أيضًا موضوع الظهار، وهو أن يقول الرجل لامرأته "أنت عليّ كظهر أمي"، مما يعتبر طلاقًا في الإسلام. وتوضح السورة الأحكام المتعلقة بالظهار، مثل تحريم الزوجة على زوجها حتى يعتق رقبة مؤمنة أو يصوم شهرين متتابعين.
كما تذكر السورة أيضًا فضل الله تعالى على عباده، حيث يذكر الله تعالى أنه يسمع تحاور الناس ويفرج عنهم كربهم. وتؤكد السورة على عفو الله تعالى وغفرانه لعباده الذين يتوبون إليه.
وبذلك، نرى أن سورة المجادلة نزلت لتوضيح الأحكام المتعلقة بالزواج والطلاق والظهار، ولإظهار رحمة الله تعالى وعفوه لعباده.