بينما تكشف التاريخ الإسلامي غنىً واسعاً بشأن حياة الأنبياء والشخصيات الإلهية, يبقى موقع قبر النبي هود أحد المواضيع الأكثر غموضاً وتعقيداً. رغم وجود عدة روايات تاريخية تتحدث عن أماكن محتملة لقبره المقدس, فإن الحقيقة الدقيقة لا تزال غير مؤكدة. وفقا لبعض الآراء, يمكن العثور على قبره ضمن مساحة خالية حالياً شمال المكلا في حضرموت, اليمن, وهو مكان معروف بزياراته الدينية المتكررة. هناك أيضا أقوال تشير إلى أنه ربما موجود في دمشق, سوريا, تحديدا عند الجهة الجنوبية للمسجد الأموي.
لكن يجب التأكيد على نقطة مهمة; لم يتم التحقق من مواقع مثل هذه للقبور النبوية الأخرى باستثناء ذلك الخاص بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في مدينة Medina, المملكة العربية السعودية.
النبي هود نفسه هو ابن Shalih bin Adhban بن Sam بن Noah عليه السلام, ويُعتبر واحداً من هؤلاء الذين كلفهم الله بنشر رسالة الهداية والإيمان لعباده قبل ظهور الديانة الإسلامية. عاش قومه "Cadem", الذين كانوا يسكنون المنطقة الواقعة إلى الشمال من مناطق حضرموت والأحقاف والربع الخالي في شبه جزيرة العرب, حياة الترف بسبب نعم الله الكبيرة عليهم بما فيها الأنعام والكثير من الأطفال بالإضافة إلى بناء القصور المهيبة تحت مظلة الغابات والخضر. ولكن بغض النظر عن هذه البركات, فقد آمنوا بالأصنام والوثنية مما أدى بهم إلى الاستجابة لدعوات رسول الله هود للتوجه نحو عبادة الحق وحده.
على الرغم من الدعاوى المستمرة للنبي هود لحث الناس على طريق الخير والمعرفة الإلهية, اختار معظم قومه تجاهلها والاستمرار بدعائهم للأصنام. كرد فعل على عصيانهم وإبعادهم عنه سبحانه وتعالى, تم إبادة المجتمع الهائل بواسطة رياح شديدة دام تأثيرها ثمانية أيام كاملة وست الليالي حسب الوصف الكتابي في القرآن الكريم. فقط النبي هود والمؤمنون معه هم الذين نجونا من تلك المصائب الطبيعية المدمرة.
رغم عدم اليقين الحالي حول مكانه الدقيق, يظل احترام ذكرى ومكان النبي هود جزءاً أساسياً من التراث الإسلامي والثقافي العالمي.