عظمة الخالق: آيات القرآن الكريم التي تبين قدرة الله في خلق الكون

في كتاب ربنا العزيز، نجد العديد من الآيات التي تؤكد عظمة القدرة الإلهية وتدلّ على خطوط يد العناية الربانية الواسعة في تشكيل هذا الكون الفسيح. إن سورة

في كتاب ربنا العزيز، نجد العديد من الآيات التي تؤكد عظمة القدرة الإلهية وتدلّ على خطوط يد العناية الربانية الواسعة في تشكيل هذا الكون الفسيح. إن سورة الفاتحة، أول سور القرآن الكريم، تحتضن دعوة مفعمة بالأمانة إلى التفكر والتدبر فيما يحيط بنا: "الحمد لله رب العالمين". هذه الجملة الأولى تحمل معنى عميقاً يشجع المؤمنين على تقدير وعظمته سبحانه وتعالى، كما أنها تقودنا نحو إدراك رحيماته ورحمتها الشاملة لكل مخلوقات الأرض والسماء.

تتحدث عدة آيات أخرى بصراحة واضحة حول الدليل القاطع لقدرة الخالق. مثلاً، يقول عز وجل في سورة النازعات عن قوة الانبعاث بعد الموت:"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۚ أَفَلَا يُؤْمِنُون". هنا يؤكد الله تعالى أنه قادرٌ حتى على إعادة الحياة للأشياء بعد موتها؛ وهو دليل قوي على قدراته المتفردة واللامحدودة.

كما تُظهر الآيات قصة الخلق في البداية: "(إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إني خالِقُ بشراً)". هذه الجملة تكشف النقاب عن تصميم ذكي ومتكامل لمخلوق جديد تماماً، وبالتالي فهي تصور مدى عبقرية التصميم والإتقان لدى الرب جل جلاله.

بالإضافة لذلك، فإن وجود النظام الدقيق للحياة اليومية مثل دوران الشمس والقمر والأرض وغيرها هو خير شاهد على العقل المدبر لهذه العمليات المعقدة بدقة زمنية ثابتة ومستمرة عبر الزمن الطويل منذ الأزل إلى الأبد. فهذه الظاهرة ليست مجرد صدفة بل هي عمل محسوب ومعروف جيداً لمن له علم بالكون وأصوله الحقيقية حسب ما ينص عليه الدين الإسلامي.

وفي النهاية، فإن كل دليل موجود يمكن رؤيته أو شعوره وإن كان بسيطا يعد دليلا ثابتا لقوة وخلق الله. فالطبيعة نفسها تمثل معرضاً شاملاً لأعمال اليد العليا الرحيمة والمباركة والتي جاء بها الأمر بتلك الوضوح والثبات المستدامين اللذين يعكسان مجداً وقدرة مطلقتين للإله الواحد الحق سبحانه وتعالى.


الفقيه أبو محمد

17997 وبلاگ نوشته ها

نظرات