تعد البسملة جزءاً أساسياً من العديد من الآيات القرآنية, ولذلك فإن فهم أحكامها له أهميته الكبيرة للمصلين والقراء. تُعرف البسملة بـ "بسم الله الرحمن الرحيم", وهي عبارة توضع في بداية الكثير من سور القرآن الكريم باستثناء سورة التوبة التي تبدأ مباشرة بالآية الأولى بدون بسملة. هذا الاستبعاد يثير فضول العلماء ويهدف إلى التأكيد على اختلاف البداية والنبرة للسورة مقارنة بالسور الأخرى.
في الإسلام, هناك عدة آراء فقهية حول حكم قراءة البسملة عند البدء بالأذكار اليومية مثل الأذان والإقامة والصلاة. بعض الفقهاء يشترطون ذكر البسملة قبل كل ركعة أثناء الصلاة بينما الآخرون يرون أنها ليست شرطاً لصحّة الصلاة ولكن يُستحب فعل ذلك لما فيه زيادة للتبرك والتواصل مع الرب عز وجل.
بالانتقال إلى الجانب العملي لقراءة البسملة في حياتنا اليومية، يمكن اعتبارها دعوة للهداية والرحمة. إنها تذكر المسلمين بحقيقة وجود الخالق الرحيم المتعال, وكذلك تشجعهم على بدء أعمالهم وأفعالهم بطلب الهداية منه سبحانه وتعالى. كما تتضمن أيضاً اعترافا بأن كل النعم تأتي من الله وبالتالي تعزز الشعور بالتواضع والشكر تجاه النعم الإلهية.
بالإضافة لذلك، تحمل البسملة دلالة لغوية عميقة أيضا. كلمة "بسْمِ" هي مصدر الفعل "اسْتَوْصَل"، وتشير إلى طلب وتوقيع الوحدانية للخالق الواحد الأحد. بينما كلمة "الله" ذات ذات نفسها تثبت وحدانيته تعالى, وكلمة "الرحمن" تصفه بأنه ذو رحمه واسعه شامل لكل مخلوقاته. أخيرا وليس آخرا، كلمات "الرّحمـن الرّحيــم" تطلق مفهوم الرَّحمَة والعطف الشامل الذي ينطبق حتى على الظالمين إن تابوا وعادوا إلى طريق الحق والاستقامة بإذن الله.
وفي نهاية المطاف، تبقى البسملة رمزا روحانيا تكرس الاعتقاد الراسخ بوحدانية الله ودوره المحوري ضمن حياة المؤمن المسلم اليومية.