أول من ركب الخيل: قصة زاد الركب وظهور الخيل العربية الأصيلة

كان لركوب الخيل مكانة خاصة في ثقافة العرب منذ القدم، حيث كانت الخيل وسيلة نقل رئيسية ورمزًا للثروة والشجاعة. وفقًا لأهل الأخبار، فإن أول من ركب الخيل

كان لركوب الخيل مكانة خاصة في ثقافة العرب منذ القدم، حيث كانت الخيل وسيلة نقل رئيسية ورمزًا للثروة والشجاعة. وفقًا لأهل الأخبار، فإن أول من ركب الخيل هو إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام، حيث ذهب إلى موضع "أجياد" بمكة وركب ظهور الجياد، مما أدى إلى انتشار ركوب الخيل بين الناس منذ ذلك الحين.

ومن أشهر الخيول العربية الأصيلة "زاد الركب"، الذي يُنسب نسله إلى إسماعيل عليه السلام. فقد زعم ابن الكلبي أن "زاد الركب" كان من بقية جياد سليمان بن داود، وأن وفدًا من الأزد، الذين كانوا أصهاره، قد طلبوا منه فرسًا من تلك الخيل. أعطاهم سليمان فرسًا، وأصبح هذا الفرس معروفًا بقدرته الفائقة على الصيد، حيث لا يفلته شيء وقعت عينه عليه من ظبي أو بقر أو حمار.

عندما قدم الوفد إلى بلادهم، أطلقوا على الفرس اسم "زاد الركب"، مما جعل نسله أساسًا لفحول العرب. ومن أشهر خيول العرب أيضًا "أعوج الأكبر"، الذي كان سريعًا جدًّا لا يدانى في العدو، وكان فحلًا لغني بن أعصر.

كما اشتهرت خيول أخرى مثل "الفياض"، الذي اكتسب شهرة في العتاق، ونسله كان معروفًا. وكانت الخيل العربية الأصيلة محل تقدير كبير لدى العرب، حيث كانوا يعتنون بها عناية فائقة ويحافظون على نسلها الجيد.

بالإضافة إلى أهميتها في الحرب والسلم، كانت الخيل أيضًا موضوعًا للرهان والسباقات. وكان العرب يراهنون على الخيل في السباقات، حيث كان الفائز الأول يحصل على الجائزة الأولى، ويتلوه الفائز الثاني.

وفيما يتعلق بصفات الخيل العربية الأصيلة، فقد ذكر الأنباري أن أفضلها مركبا وأكرمها عند العرب هو التي تتميز بصفات معينة مثل كونها قصيرة الثلاث، غليظة الثلاث، عريضة الثلاث، رحبة الثلاث، صافية الثلاث، سوداء الثلاث، وذات عسيب وظهر ورسغ جيدين. كما يجب أن تتمتع بالصفات الممتازة في الأذن والخد والعنق والجوف والمنخر واللبب والجبهة والصدر والكفل واللون وللسان والعين والحدقة والجحفلة والحافر.

وتعد فوائد ركوب الخيل عديدة، حيث تزيد الثقة بالنفس وتزيد من الانتماء الاجتماعي، وتقوي العضلات وتحسن التوازن والسيطرة على العضلات، وتزيد من السيطرة على المشاعر والاحاسيس وتحسن القدرة على التحمل والصبر. كما تعالج ركوب الخيل إصابات العمود الفقري والجلطات وتقلل من أعراض شرود الذهن والإدمان وتعالج مشاكل ضعف السمع والرؤية ومشاكل الإدراك وحالات الشلل المخي.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات