بعد وفاة السيدة زينب، ابنة علي بن أبي طالب وبنت محمد صلى الله عليه وسلم، دار نقاش بين المؤرخين بشأن مكان دفنها النهائي. فرغم الاتفاق العام أنها كانت برفقة آل البيت المقدس بعد هجرتهم إلى مصر، إلا أنه لم يتم تحديد موقع الدفن بشكل مؤكد. بعض الروايات تشير إلى أنها ربما دُفنت في مدينة القاهرة المصرية بسبب تواجدها الطويل هناك. بينما تقول روايات أخرى إنها تُوفيت في المدينة المنورة ودُفنت في البقيع المشاهد، وهو ما يُعتبر الأكثر قبولا لدى الكثير من العلماء والمعاصرين لهذه الفترة التاريخية الجليلة. باعتبارها شقيقة الحسن والحُسين، تضوعت شخصيتها بحكمة شديدة، فضلاً عن بلاغتها وشجاعتها الواضحتين. هذه الصفات المتوارثة لها من أبيها وأمها جعلتها رمزًا للنبل والعزة حتى أيامنا هذه.
ومن الجدير بالذكر أيضًا الإشارة إلى حياة جدها الأكبر، علي بن أبي طالب، أحد أهم الشخصيات الإسلامية عبر التاريخ. ليس فقط لعلاقته الحميمة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بل أيضا لشخصيته الإنسانية الرائعة التي امتزجت فيها الأخلاق الرفيعة بالقوة البدنية والثروة المعنوية. وكان معروفاً بتسامحه وكرمه وحكمته، مما أكسب احترام الجميع ومحبتهم له حتى يومنا هذا.