كان عمرو بن العاص أحد أشهر الشخصيات التاريخية الإسلامية وأحد المجاهدين الأوائل الذين بايعوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة. ولد بعد عام الفيل بزمن قصير، واشتهر بحنكته السياسية وشجاعته في ساحة المعركة. يعتبر أول من فتح مصر للإسلام وكان له دور كبير في توسع الدولة الإسلامية في تلك الفترة الحاسمة.
تتميز حياة عمرو بن العاص بالعديد من النقاط المثيرة للإعجاب؛ فهو ليس فقط قائدا عسكريا فذا ولكن أيضا سياسيا بارعا. تعكس كلماته الحكمة التي ما زالت مستخدمة حتى اليوم مثل عبارته الشهيرة "إنما الملك لله"، وهي دليل واضح على فهم عميق للسلطة والأسباب الدينية لها. كما أنه كان معروفاً بتساهله وتسامحه مع غير المسلمين أثناء الفتح، مما أسفر عن زيادة التحول إلى الإسلام بشكل طوعي وليس قسريا.
أثبت عمرو بن العاص براعته الاستراتيجية خلال حصار دمياط عندما أمر جنوده بإخلاء الخنادق ليبدو الأمر كأنهم هُزموا. هذا التكتيك أدى إلى خروج القوات البيزنطية من المدينة معتقدات أنها انتصرت، بينما كانت قوات عمرو تستعد بالفعل لدخولها. هذه الإستراتيجيات جعلت منه شخصية محورية في تاريخ العالم العربي والإسلامي.
في نهاية حياته، رغم اختلاف الآراء حول وفاته وموقعه الجغرافي وقت دفنه، إلا أن إرث عمرو بن العاص يستمر عبر الزمان والمكان كنقطة مرجعية للحكمة والتخطيط السياسي والعسكري المحترف.