صلاة الشفع والوتر هي جزء مهم من العبادة في الإسلام، وهي تتكون من ثلاث ركعات يقرأ فيها المصلي الفاتحة وسورة الأعلى في الركعة الأولى، والفاتحة وسورة الكافرون في الثانية، ثم يسلم. هذه الركعات الثلاث تسمى الشفع، والوتر ركعة واحدة يقرأ فيها المصلي الفاتحة والإخلاص.
الدليل على ذلك ما رواه أحمد وأبو داود والنسائي عن أبي بن كعب رضي الله عنه، حيث قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل ياأيها الكافرون وقل هو الله أحد".
يمكن للمصلي أن يصلي هذه الركعات الثلاثة متصلة، ولكن لا يقعد فيها للتشهد الأوسط حتى لا تشبه صلاة المغرب، وإنما يقعد فيها قعوداً واحداً وهو للتشهد الأخير.
كما يمكن للمصلي أن يوتر بخمس، أو سبع، أو تسع، أو إحدى عشرة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوتر حق على كل مسلم، من أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل" (رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد، وابن حبان وصححه).
وروت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع وبخمس (رواه مسلم). وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ( إنما هي واحدة، أو خمس، أو سبع، أو أكثر من ذلك يوتر بما شاء) (انظر (المغني لابن قدامة 2/ 579).
أما ما ورد في فضل الوتر فقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر" (رواه أبو داود والنسائي وغيرهما). وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام".
وفيما يتعلق بتقديم الوتر أولى من القيام لمن ضاق عليه الوقت، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح، صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى" (رواه البخاري وغيره). وقال صلى الله عليه وسلم -أيضا-: "أوتروا قبل أن تصبحوا" (رواه الإمام مسلم وغيره).
وبالنسبة لسؤال حول صلاة الشفع والوتر كصلاة واحدة أم صلاتين منفصلتين، فإن صلاة الشفع ليست صلاة بعينها، وإنما هي مرتبطة بركعة الوتر. وما يتقدمها من الركعات يعتبر شفعاً. قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة..." (متفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما).
وفي الختام، يجب التنويه إلى أنه إذا فات المصلي ورده من صلاة الليل، فإنه يشرع له قضاؤه بعد