يعتبر الحجر الأسود أحد أهم المعالم الدينية البارزة داخل المسجد الحرام بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. هذا الرُّكام الشفاف الملون يقع ضمن الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الحرام وهو واحد من أكثر الأماكن قدسية لدى المسلمين. ولكن أين جاء هذا الحجر الأسود؟ وما هي قصته التاريخية؟
وفقاً للتقاليد الإسلامية والأحاديث النبوية، فإن الحجر الأسود هو جزء من الجنة التي نزلت إلى الأرض قبل وجود آدم عليه السلام. عرف النبي إبراهيم عليه السلام قيمتها وتم استخدامه كمعلم رئيسي خلال بناء الكعبة المشرفة، معلماً للناس مكان البدء بالطواف حولها أثناء أداء مناسك الحج والعمرة. يقول الحديث الشريف "كان حجراً ينبئكم بيوم القيامة".
خلال القرون الأولى للإسلام، ظل موقع الحجر الأسود كما كان منذ بنائه بواسطة سيدنا إسماعيل وابيه إبراهيم عليهم الصلاة والسلام. ومع ذلك، شهدت فترة حكم الأمويين أول تعديلات كبيرة عندما قام الخليفة عبد الملك بن مروان بنصب إطار فضي لحماية الحجر وتسهيل عملية لمسه والتقبيل له من جانب المعتمرين والحجاج. وفي وقت لاحق، تم تجديد الإطار عدة مرات لتلبية الاحتياجات المتزايدة للحشود الراغبة في الاقتراب منه.
أما بالنسبة لسبب لون الحجر المختلف عن الأحجار الأخرى الموجودة حوله، فقد ورد ذكر عدة تفسيرات مختلفة عبر التاريخ الإسلامي. فبعض العلماء مثل ابن عباس يعتقد بأن هذا اللون يعكس دمه الطاهر نتيجة لكدمات تعرض لها بسبب رمي الجمرات الثلاث أثناء طرد إبليس من طريق بيت الله الحرام. بينما يشير البعض الآخر إلى أنه دليل على نذره لأداء كل شعيرة مرتبطة بالحج والعمرة حتى نهاية عمره القصير نسبياً، مما ترك ندوب واضحة فيه.
بالإضافة لذلك، هناك روايات تشير لإمكانية كون تغيير شكله وأبعاده طبيعية تماماً نظرا لعوامل التجوية الطبيعية المرتبطة بموقعه الاستراتيجي تحت أشعة الشمس القاسية ودرحات حراراته المفرطة خاصة خلال أشهر الصيف الحارة بالإقليم الصحراوي للمدينة المقدسة. إن اختلاف ألوانه وانعزال قطعه حول محيطه يؤكد أيضاً احتمالية تأثير عوامل البيئة المحلية على ظاهره الحالي مقارنة بإصدار سابق ربما يكون مختلفاً عنه بصريا وحسب.
إن قصة اكتشاف مصدر اصلانحجرأسوَد تعبرعن جوهر التعاليم الاسلامية المبنية علي احترام القداسة والأصالة الروحية والثقافية لجغرافيةالعراقالإسلاميتراثاتهاالديني، والتي يمكن اعتبارها واحدة من أغلى كنوز العالم أجمع ملكاً للدولةالسعوديةفي الوقتالحاضر .
