في الإسلام، يُعتبر الدعاء على الظالم من الأمور المباحة، ولكن ضمن حدود معينة. يُجيز الشرع للمظلوم أن يدعو على ظالمه بقدر ظلمه دون تعدٍّ، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى: "فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ" (البقرة: 194). ومع ذلك، يُشدد على أهمية الصبر والعفو، حيث يقول الله تعالى: "وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ" (الشورى: 43).
يُعتبر الدعاء على الظالم نوعًا من الانتصار منه، وقد حذر الإمام أحمد من ذلك بقوله: "الدعاء قصاص". وهذا يعني أن الدعاء يجب أن يكون بقدر الظلم فقط، دون زيادة أو تعدٍّ. كما يُشدد على ضرورة عدم دعاء الظالم على معصية، لأن إرادة المعصية معصية.
من الأمثلة على صيغ الدعاء المباحة على الظالم: "اللهم اكفني شر فلان بما شئت"، أو "اللهم خذ لي حقي منهم". ومع ذلك، يُفضل دائمًا العفو والصفح، حيث أن في العفو خيراً للمظلوم وللظالم نفسه. كما أن العفو سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، كما جاء في القرآن الكريم: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (النور: 22).
في الختام، يجب على المسلم أن يتذكر أن الدعاء على الظالم يجب أن يكون ضمن حدود الشرع، وأن يُفضل دائمًا الصبر والعفو، مع العلم أن في العفو خيراً للمظلوم وللظالم نفسه.