في بداية الوجود، عندما لم يكن هناك سوى الفراغ المطلق، تدخّل الإله العظيم بخلقه للكون حسب ما جاء في الوحي والإيمان الإسلامي. هذه الرحلة التي لا تعد ولا تحصى منذ لحظة البداية حتى اليوم هي شهادة قوية على قدرة الله تعالى وعلومه الغيبية.
تبدأ القصة وفقاً للتقاليد الدينية بالإشارة إلى آيات القرآن الكريم التي تشير إلى مرحلة كانت قبل وجود الزمان والمكان - حيث بدأت الحياة من نقطة واحدة ثم توالت الأحداث بسرعة مذهلة. يصف القرآن هذه الحالة بقوله سبحانه وتعالى في سورة الأعلى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [الأعلى:7-8]. فكانت الأرض مهيئة لتكون موطنًا للحياة بينما ظلت الجبال ثابتة كالدعامات التي تثبت الكون وتحميه من الاضمحلال.
ومن بعد ذلك، شرع الله عز وجل في خلق الأكوان المختلفة كما ورد في الآيات الأخرى مثل قوله جل وعلا: {وهو الذي مدّ الأرض وأرسى الجبال فيها وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تكفرون} [سورة إبراهيم:32]. وهكذا، تم إنشاء نظام دقيق ومتوازِن يقوم بتوفير البيئة المناسبة لإيجاد حياة متعددة الأنواع.
كما أكد الدين الإسلامي أيضاً على ضرورة الاعتقاد بأن كل عمل يحدث بإرادة الله وحكمته. فعلى الرغم من الظواهر الطبيعية والتطور العلمي المتقدم، فإن جميع العمليات مرتبطة مباشرة برغبة خالق قادر عليم. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «إنما الأمور بخطة». وهذا يؤكد إيمان المسلمين بأنه رغم التطور المستمر للمعرفة البشرية، يبقى الجانب الروحي والديني محورياً لفهم أهمية ونشوء العالم المحيط بنا.
وبالتالي، تتضح لنا نظرة واسعة حول كيفية خلق الكون بناءً على تعاليم العقيدة الإسلامية. إنها قصة تحكي لنا عن قوة القدرة الإلهية وشرح تفصيلي لقوانين الكون التي حُفظت طوال الزمن داخل صفحات الكتاب المقدس للإنسانية – القرآن الكريم.