تعتبر عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم"، التي غالباً ما يبدأ بها المسلمون أعمالهم اليومية والدينية، جزءاً أساسياً من التراث الثقافي والتاريخي للإسلام. هذه الجملة الرقيقة ليست فقط دعوة للرحمة والإحسان، بل هي أيضاً رمز للوحدة العالمية بين المسلمين حول العالم. ولكن، من كان أول من كتبها؟
في الحقيقة، يمكن تتبع استخدام هذا التشبيه إلى عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفقا للتقاليد الإسلامية، كانت إحدى الوصايا الأخيرة للنبي قبل وفاته هي توجيه صحابته لكتابة القرآن الكريم. عندما بدأت كتابة المصاحف، اعتمدوا طريقة واضحة وموحّدة لبداية كل سورة وهي "بسم الله الرحمن الرحيم". هذا الأسلوب أصبح فيما بعد المعيار القياسي لكل نسخ القرآن اللاحقة.
من الجدير بالذكر أن الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعب دوراً رئيسياً في توحيد نسختين مختلفتين من القرآن، مما أدى إلى نسخة رسمية واحدة موحدّة. خلال هذه العملية، تم اتخاذ قرار بأن تبدأ جميع سور القرآن بكلمة "بسم الله الرحمن الرحيم". ومنذ ذلك الوقت، أصبحت هذه الجملة ميزة مميزة في أي كتابات قرآنية أو دينية أخرى نابعة من الإسلام.
بالتالي، رغم أنه ليس هناك شخصية معينة يمكن تحديدها كـ"الأول"، فإن اعتماد الرسالة النبوية وقيادة الصحابة مثل عمر بن الخطاب قد جعل "بسم الله الرحمن الرحيم" أكثر من مجرد بداية لسور القرآن - إنها تعكس الروح والقيمة المركزية للإسلام نفسه.