لم يذكر العلماء في أسباب النزول سببا معينا في نزول سورة الفاتحة، حيث يرجح أنها من السورة المكية على الصحيح من أقوال أهل العلم. ومع ذلك، يمكننا استخلاص بعض الدلالات من الآيات نفسها التي تشير إلى أسباب نزولها المحتملة.
تبدأ سورة الفاتحة بـ "الحمد لله رب العالمين"، مما يدل على بداية جديدة وفتح جديد في الدين الإسلامي. هذا قد يشير إلى أن السورة نزلت في بداية الدعوة الإسلامية، عندما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو قومه إلى توحيد الله وعبادته وحده.
كما أن الآيات التالية تتحدث عن صفات الله عز وجل، مثل الرحمة والرحيم، الملك يوم الدين، والتوحيد والعبادة، مما يعكس أهمية هذه المفاهيم في بداية الدعوة الإسلامية. هذه الصفات تذكرنا بالدعوة إلى التوحيد والعبادة الخالصة لله، والتي كانت من أبرز رسائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سورة الفاتحة تحتوي على دعاء واضح في الآية الخامسة: "إياك نعبد وإياك نستعين"، مما يشير إلى أن السورة نزلت في سياق الدعوة إلى عبادة الله وحده والاستعانة به.
في النهاية، رغم عدم وجود سبب نزول محدد لسورة الفاتحة، فإن الآيات نفسها توفر دلالات قوية على أن السورة نزلت في بداية الدعوة الإسلامية، لتؤكد على أهمية التوحيد والعبادة الخالصة لله، وتوجه المسلمين إلى الطريق المستقيم.