السنة النبوية هي كل ما أُضيف إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، وهي مصدر مهم من مصادر التشريع الإسلامي. تنقسم السنة النبوية إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
السنة القولية: هي أقوال النبي صلى الله عليه وسلم التي قالها في أماكن وأوقات مختلفة ولأغراض شتى. حجيتها قوية عندما تكون مخصصة لبيان الأحكام الشرعية أو تشريعها، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات". أما إذا كانت أقواله صلى الله عليه وسلم في أمور دنيوية لا علاقة لها بالتشريع، فلا يجب العمل بها.
السنة الفعلية: هي أفعال النبي صلى الله عليه وسلم التي أراد بها بيان الأحكام الشرعية وتبليغها عن الله سبحانه وتعالى، مثل أداء شعائر الحج. تنقسم السنة الفعلية إلى أربعة أقسام:
- أفعال تصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى طبيعته البشرية، مثل أكله وشربه ونومه، ولا يجب على الأمة الاقتداء بها في هذه الأمور إذا لم يقصد بها التشريع.
- أفعال النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى خبرته وتجاربه في الشؤون الدنيوية، مثل تنظيمه للجيوش وإدارته المعارك، ولا تعتبر تشريعاً يجب الالتزام به.
- أفعال خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، مثل زواجه بأكثر من أربع، وصيامه أياماً صياماً متواصلاً بدون إفطار بينهما، ولا يجوز لأحد أن يقتدي فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- أفعال تصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم لبيان الأحكام الشرعية والتبليغ عن الله سبحانه وتعالى، مثل أدائه للصلاة والحج، ويجب الالتزام بها.
السنة التقريرية: هي ما صدر عن صحابي أو أكثر من أقوال أو أفعال علم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت عنها ولم ينكرها، أو وافقها وأظهر استحسانه لها. ومن الأمثلة على السنة التقريرية: أكل الصحابة الضب أمام النبي صلى الله عليه وسلم، فسكت ولم ينكر عليهم ذلك، وإقراره صلى الله عليه وسلم للصحابي عمرو بن العاص الذي صلّى بالقوم في غزوة ذات السلاسل بعد أن تطهّر من الجنابة بالتيمّم بسبب عذرٍ؛ وهو شدة البرد.
بهذا نرى أن السنة النبوية تشمل الأقوال والأفعال والتقررات التي صدرت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مصدر مهم من مصادر التشريع الإسلامي يجب الالتزام بها والاقتداء بها في الأمور التي قصد بها التشريع.