تعد سورة الحشر، التي تُعرف أيضًا بسورة بني النضير، من السور المدنية بالإجماع، وتتكون من أربع وعشرين آية. تركز هذه السورة على قصة إجلاء بني النضير، وهي قبيلة يهودية كانت تعيش في المدينة المنورة، بالإضافة إلى تناولها لموضوع الفيء في الإسلام وموقف المنافقين من بني النضير. كما تتضمن السورة توجيهًا للمسلمين بالتقوى وموجباتها.

تبدأ السورة بمدح الله سبحانه وتعالى، حيث يقول تعالى: "سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم" (الحشر: 1). ثم تنتقل إلى الحديث عن إخراج الكافرين من أهل الكتاب من ديارهم، وهو إشارة إلى إجلاء بني النضير. يقول تعالى: "هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار" (الحشر: 2-3).

تتحدث الآيات عن كيف أن الله سبحانه وتعالى أخرج بني النضير من ديارهم بسبب كفرهم، وأنهم ظنوا أن حصونهم ستحميههم من عذاب الله، لكن الله أتاهم من حيث لم يحتسبوا، وألقى الرعب في قلوبهم، مما أدى إلى تخريب بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين. ويحث الله المؤمنين على التأمل في هذه القصة والاعتبار بها.

ثم تتناول السورة موضوع الفيء، وهو الغنائم التي تنتزع من الكفار، حيث يقول تعالى: "ما قطعتُم من لينات أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين" (الحشر: 5). تشير هذه الآية إلى أن كل ما يقطعه المسلمون من الأشجار أو يتركونها قائمة على أصولها هو بإذن الله، ويهدف إلى خزي الفاسقين.

وفي نهاية السورة، توجه الله سبحانه وتعالى المسلمين بالتقوى وموجباتها، حيث يقول تعالى: "ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب" (الحشر: 4). تشدد هذه الآية على أهمية التقوى والابتعاد عن معصية الله ورسوله، وأن من يعصي الله سيواجه عذابًا شديدًا.

بهذا نرى أن سورة الحشر تتناول موضوعات مهمة مثل إجلاء بني النضير، الفيء، والتقوى، وتوجه المسلمين إلى التأمل والاعتبار في هذه المواضيع لتحقيق التقوى والابتعاد عن معصية الله.