السوق ليست مجرد مكان للتبادل التجاري؛ بل هي مرآة تعكس أخلاقيات وسلوكيات الأفراد. يدعو الإسلام المسلمين لاتباع طريق الحق والخير أثناء التعاملات التجارية، بدءاً من الدعوات الروحية وحتى الأخلاق العملية.
في البداية، هناك "دعاء دخول السوق"، والذي رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إذا دخل أحدكم السوق وقال 'لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت'، ثم دعا لنفسه، فقد كُتبت له ألف ألف حسنة، محيت عنه ألف ألف سيئة، ورُفعت له ألف ألف درجة". هذا الدعاء ليس فقط عبادة ذاتية، ولكنه أيضًا يمثل بداية اليوم بموقف إيماني صادق.
وعندما نتحدث عن آداب دخول السوق، فإنها تتضمن مجموعة واسعة من القواعد والمعايير التي يجب اتباعها:
- الكسب الحلال: يجب أن تكون جميع الأرباح مستمدة بشكل قانوني وعادل.
- السماحة في البيع والشراء: كن متسامحًا ومتعاونًا مع الآخرين في المعاملات.
- تعلم أحكام البيع والشراء: فهم القوانين الشرعية والممارسات المناسبة أمر ضروري لتجنب الوقوع في المخالفات.
- تقديم النصح للناس في المعاملات: مساعدة الآخرين على اتخاذ القرارات الصحيحة هو عمل نبيل.
- عدم البيع والشراء خلال وقت الصلاة: احترام الوقت الخاص بالعبادة مهم للغاية.
- عدم الغش والكذب: الصدق أساس الثقة والمصداقية في الأعمال التجارية.
- عدم احتكار السلع والاستفادة منها: تجنب استغلال الاحتياجات الإنسانية لتحقيق مكاسب شخصية غير مشروعة.
- العدالة والإحسان في الميزان: تحقيق العدالة وعدم الظلم لأحد جانبًا أساسيًا من الأخلاق التجارية.
- تجنب كثرة الحلفان: التأكد من الدقة والحقيقة بدون الحاجة لكثرة الوعد والتصديق.
- بيع وشراء ما ينفع الناس وتجنب الضار منهم: اختيار المنتجات والخدمات المفيدة للمجتمع أولوية عليا وفقا للشريعة الإسلامية.
- حفظ العورات وحماية الأحاسيس: حفظ الأعراض وعدم نشر الفاحشة أو النظر إليها يعد جزءًا هاماً من ضبط النفس الأخلاقي والنفسي داخل المجتمع التجاري.
- تجنيب الإسراف والتبذير: إدارة الاقتصاد بحكمة وتحسين استخدام الموارد الطبيعية أمر مطلوب شرعا وبشرعا أيضا لما فيه خير للعالم اجمع وليس لمصلحه فرديه صغيره .
- وفاء الدين عند القدرة المالية عليها: أداء الحقوق الاجتماعية والقانونية مسؤولية كبيرة ويجب مواجهتها بشجاعة وجدارة حتى لو كانت الأمور صعبة بعض الشيئ .
- حسن القيام بالأعمال المتعهدة : انهاء العقود كما تمت صياغتها بلا زيادة ولا نقصان وذلك ضمن اطار الزمان المقرر واحراز الجودة المنشوده كذلك بالنظر الي المواصفات المعلنة سابقا قبل توقيع الاتفاق بين الطرفين المتحاورين هنا .
15- عدم الانشغال بالمهام الاعماليه اثناء ادراك أهميتها ولكن دون اغفال دور الشعائر المقدسة والثوابت الدينية المصاحبه لحياة المرء اليوميه والتي تؤثر ايجابيآ علي سيرورة عمليه حياته بشكل عام وبعد ذلك بالتحديد فيما يخضع تحت مظلة المشهد اليوماني الواسع بما فيه العمليات المتعلقه مباشرة بالحصول علي مورد رزقه عبر وسائل مختلفه حسب تقسيماتها بأنواعها المختلفة ابتداء بالسعي الشخصي المستقل ووصولا لإدارة مؤسسات ضخمة بحجم الشركة مثلا او مشروع كبير يعمل به الكثيرون ويتكامل اصدار قراراته بناءعلي رؤية تجمع كافة الافرقاء الداخلين فيها طبقات متفاوتة الادوار المسؤوليات لها تأثير مباشر وغير مباشر علي حياة الجميع بصرف النظرعن اشكال ربط توظيفهم سواء كالوكلاء المعتمدین لدى تلك المؤسسات وصولا للأجراء العام المباشرون العمل لديها شخصيا ... إلخ .
هذه بعض العناصر الرئيسية التي تشجع المسلمين على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي المؤثرة الإيجابية جنباً الى جنب مع فضائل التحلي بالقيمه الاساسية وهي تدبرها ومعارفها الواسعة حول الامانة والنظام مما يعطي صورة واضحة ومفصلة عن مدى ارتباط الاخلاق والعادات التقليديه المرتبطه بتعاليم الاسلام وكيف تساهم هذه الجوانب مجتمعيا واقتصاديا لتشكيل نموذج رائد توجه نحوه العديد من الثقافات الأخرى باختلاف انظمة حكمها وثقافتها مع اختلاف ثقافة المجتمع السعودي نفسه نتيجة طبيعية لقربه من منبع التشريع الاول وهو القرآن الكريم والسنه المطهرة وما نقلناه عنها ايضا عبر تفاسير العلماء الربانيين القدماء وال حديثيين الذين اسدلوا غطاء العلم فوق رؤوسهم بينما كانوا يستندون الي صدر كتاب الله عزوجل وفرائض رسوله سيد الخلق محمد صلى الله علیه وسلم وصحابته رضوانالله عليهم اجمعين .