كان لمدينة مكة المكرمة، مهد الوحي وقلعة الإيمان، موقع خاص في قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم. رغم أنها المكان الذي طرده منه قومه وكابد فيها الأذى والمعاناة، إلا أنها ظلت تشغل مساحة كبيرة في أفكاره وطموحاته. لقد تعهد بتطهير هذه الأرض المباركة من عبادة الأصنام ونشر رسالة توحيد الله الواحد الأحد.
بعد أكثر من عشرين عامًا من الدعوة الصعبة والمقاومة العنيفة من قبل قريش، جاء وقت الجهاد ضد الظلم والكفر. لم يكن فتح مكة مجرد انتصار عسكري آخر، ولكنه علامة فارقة شكلت بداية جديدة للأمة الإسلامية.
المحاربة المستمرة لقريش والإسلام
لقد لعب دور قريش الرئيسي في مقاومة دعوة النبي دورًا محورياً في تصعيد الوضع. وفوق كونهم أول من اعترض طريق الرسالة، سعوا لحظر انتشار الدين الجديد بكل الوسائل المتوفرة لديهم. تعرض المسلمون رفاق النبي للسخرية والتعذيب الوحشي لإبعادهم عن طريق الحق. وما زادت عزيمة قريش إلا حرصها على ازدهار التجارة التجارية مما جعلها تحتقر إمكانيات الزراعة البدائية في المدينة المنورة.
وعندما هاجر النبي إلى المدينة، خشيت قريش خسارة نفوذها السياسي والعسكري، الأمر الذي دفعها للحرب بشكل مباشر ضد الدولة الوليدة للدولة الاسلامية. وبدأت بذلك مرحلة مظلمة طويلة من المعارك الدامية مثل غزوتي بدر وأحد والحصار الشهير لتلك "الأحزاب". لكن جهودهم لم تنفع أمام تصميم دعاة الفرقان الثابت غير قابل للتزعزع.
صلح الحديبية والتخطيط للفتح النهائي
مع مرور الوقت، أدركت قريش حاجتها لاتفاق هدنة مؤقتة وإنهاء حالة عدم الاستقرار الناجمة عن مواجهة دائمة مع جيوش المدينة المضطربة. وتمثل اتفاق "صلح الحديبية" خطوة مهمة نحو تحقيق سلام هش يسمح باستعادة النظام والتبادل التجاري الحر والاستقرار الاقتصادي. ولكن سرعان ما أثبت هذا الاتفاق أنه مجرد وقفة قصيرة قبل المعركة الأخيرة الضارية لتحقيق نور الإسلام المبشر بالعدالة والأخلاق الفاضلة فوق أرض الحرم.
سمح شرط صلح الحديبية بإعطاء كل طرف فرصة لاستقطاب حلفائه حسب الرغبة الخاصة بهم، وهو القرار الذي سيصبح ذات يوم مفتاح توجه الكثيرين لمساعدة الجيش الإسلامي خلال حملته المنتظرة منذ فترة طويلة. بينما اتخذت قبيلة خزاعة قرار الانضمام للحلف المؤيد للنبي، انضمت منافستها التقليدية -قبيلة بني بكر- إلى جانب خصومه القدامى من قريش، وبالتالي خلق بيئة مشبعة بتوتر شديد وشرارة شرارة قابلة للاشتعال بشدة والتي سوف تؤدي لاحقاً لانطلاق نار نار فتيل فتيل فتيل حرب دموية دموية دمويّة دامية مخيّبة آمال آمال آمالآمـآآآآآآء لتوقعات التزام راسخ ببند منع أعمال العدوان المادي والقانون الدولي الإنساني.
في ظل وجود قوات اسلاميه تتكون تقريبًا من حوالي عشرة الآلاف رجل عربي مسلم موثوقين بمباركة رب العالمين وتعليماته المشرفة لهم متمثلّة بالإعلان القرآني بأنه :"إذا جاء نصر الله والفتح"، فإن الاحتمالات تبدو واضحة تمام الوضوح بالنسبة للقوات المنافسة لها وهي تلك القوات المدعومة بحماية مئات الأنصار المتحمسين الذين تسابقوا جميعًا لكسب رضا الرب الكريم عبر الدفاع عن عقيدتنا المقدسة والصلاة تجاه البيت العتيق بالمملكة العربية السعودية اليوم!