في كتاب الله العزيز، تم تحديد أحكام المواريث في عدة آيات كريمة، حيث قسم الله تعالى الإرث بشكل عادل ومنصف بين الورثة. هذه الآيات هي أساس نظام المواريث في الإسلام، وتوضح كيفية توزيع التركة بين الأصول والفروع والحواشي.

تبدأ آيات المواريث بقوله تعالى: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ" [النساء:11]. هذه الآية تحدد ميراث الأولاد، حيث يكون للذكر مثل حظ الأنثيين، وللأنثيين الثلثان إذا كن أكثر من اثنتين.

كما بيّن الله تعالى في نفس السورة أحكام الإرث في حالة عدم وجود أولاد، حيث قال: "يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ" [النساء:176]. هذه الآية تحدد ميراث الأخوات والأخوة في حالة عدم وجود أولاد.

بالإضافة إلى ذلك، هناك حديث نبوي شريف يوضح ترتيب الورثة، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر". هذا الحديث يوضح أن الفروع أقوى في الإرث من الأصول، وأن الذكر أقوى من الأنثى.

وبناءً على هذه الآيات والحديث، يمكن تقسيم الورثة إلى ثلاث طبقات: الأصول (الأب والأم)، والفروع (الأولاد)، والحواشي (الإخوة والأعمام). يتم توزيع الإرث وفقًا لقوة كل طبقة، حيث تقدم الأقوى فالأقوى.

بهذا النظام العادل والمنصف، يضمن الإسلام توزيع التركة بشكل عادل بين الورثة، دون ظلم أو محاباة.