فضل الصدقة كوسيلة لحماية النفس من البلايا وزيادة الرزق

الصدقة هي عمل خيري يقدم للمحتاجين من مال الفرد مع نية تقرب إلى الله عز وجل. إنها ليست مجرد فعل بسيط؛ بل لها فوائد روحية ومادية عظيمة تتعدى حدود الدنيا

الصدقة هي عمل خيري يقدم للمحتاجين من مال الفرد مع نية تقرب إلى الله عز وجل. إنها ليست مجرد فعل بسيط؛ بل لها فوائد روحية ومادية عظيمة تتعدى حدود الدنيا إلى الآخرة. تعتبر الصدقة وسيلة قوية لدرء البلاء وحصول الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى، كما أنها تعزز الصحة النفسية وتنمي الروابط الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، فإن للصدقة دور فعال في زيادة البركة وخير الحظوظ للأفراد والمجتمعات.

في الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا" (رواه مسلم). هذه التعليمة تشجع المسلمين على تبادل الهدايا وصلة الرحم، مما يؤدي إلى ازدياد المحبة بين أفراد المجتمع. ومن جهة أخرى، ورد في نفس السياق: "ما نقص مال امرئٍ صدقة". هذا يدل على أن الإنفاق في سبيل الخير لا ينقص المال بحسب الزعم العام ولكن بالعكس تمامًا، فقد يتمثل ثوابه بالبركة والخير الواسع.

ومن أهم الأدوار التي تقوم بها الصدقات هو حماية الإنسان من المصائب والبلاء. وفقا لما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة، يمكن اعتبارها درعاً ضد الشرور والكوارث. يقول الله تعالى في سورة الطلاق آية ١٠:" وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه." هنا تؤكد الآية أن كل ما يُنفق لله لن تضيع أجره ولا مكافأته. وبالتالي، فالصدقة تعد وسيلة فعالة لتوجيه غضب الرب وتحويل الخطوب إلي رحمة بإذنه جل وعلا.

كما أنه ثبت علمياً وجود ارتباط وثيق بين الأعمال الخيرية والصحة الجسدية والعقلانية للإنسان. حيث تساعد العمليات الإنسانية مثل منح المساعدة المالية والمعنوية وغيرها الأشخاص الذين يعانون نفسياً واجتماعياً بشكل كبير وذلك عبر تقديم الدعم اللازم لهم والتخفيف من وطأة المشاكل اليومية عليهم. وهذا بدوره يساهم بتحسن وضعتهم الصحية العامة ويؤثر ايجابياًعلى مرآة الحياة لديهم .

وفي الجانب الاقتصادي أيضا, ثبت ان هناك علاقة مباشرةبين مقدارالعطاء وانطلاق المزيد منه نحو الأفراد والجماعات الأخرى .حيث تعمل الصدقات على تحريك عجلة التجارة والاستثمار داخل مجتمع واحد مما يحقق مبدأ المعروف بالتكافل الاجتماعي والذي يشكل اساس بناء الأمم المتقدمة اقتصادياً وصناعياً. لذلك فان للعطاء جانب آخر غير محدود وينطبق عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :"(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى)"(البخاري). وهذه القاعدة العظيمة تثبت بان نوايا البشر مهما كانت صغيرة ترتقي بمكانتهم أمام الخالق ولذلك فتعتبرالنية الصافية أثناء العمل الخيري ركيزة أساسية لتحقيق المكاسب الأخروية والدنيوية منها جميعاً.

ختاماً ، فإن الصدقة تحمل العديد من المنافع العينية والأدبية للشخص المُتصدّق وكذلك لمستلم تلك الهبات نفسها سواء أكانت مادية أم معنوية. فهي تساهم بصنع بيئة اجتماعية صحية متماسكة وأكثر قدرة علي مواجهة تحديات الحياة المختلفة وعلى رأسها مشاعر اليأس والإحباط والفراغ الداخلي لدى البعض ممن هم محرومون حقاً منهم بسبب ظروف خارج سيطرتهم..وهكذا يجني الجميع الثمار الطيبة بعد بذار بذوراً صالحـة بالأعمال الصالحــة عموما وفي مقدمتها الغرسات الروحية المستمدة أساسها من الدين الحنيف والذي يأمر الناس عامة بالإيثار والتسامي فوق الشهوات المادية الضيقة المدى والتي تنجم عنها عادة خلافات واتهامات ولكن حين يبادر أحدهم للتخلص ممّا لديه بسخائه فهو بذلك يجنّب نفسه المزيدمنالتكاليف البشرية والنفسية والشيطانية أيضاً لأن إبليس ملعون وعدو الإنسانية منذ القدم يسعى دائماً لإبعاد المؤمن عن طريق الحق وزرعه الشقاء المقيم عوضاًعن الراحة القلبية التي توفرها الراحة المالية العقيمة بلا جدوي مرضاة الذات فقط! لذا فلنتعلم درس الإخلاص ونحن نداعب قلب رب العالمين بروائح طيب عطايانا له عز وجلاله واسأل الله لنا ولكم دوام الموافقة علي دروب الاستقامة وأن يدخلنا جناته جناته دار القرار إنه سميع مجيب الدعوات.(قولوا آمين)


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات