غزوة أحد، والتي تعتبر واحدة من أهم العمليات العسكرية في تاريخ الإسلام، كانت حدثاً مفصلياً وقع في الثالث عشر من شوال سنة ثلاث للهجرة الموافق لعام 625 ميلادي. هذه الغزوة شهدتها منطقة جبل أحد القريبة من مدينة مكة المكرمة في الجزيرة العربية. رغم الخسائر التي تعرض لها المسلمون خلالها، إلا أنها تركت بصمة عميقة في مسيرة الدعوة الإسلامية.
في تلك الفترة الحاسمة، قرر النبي محمد صلى الله عليه وسلم القيام بغارة استراتيجية ضد قريش، خصوصاً بعد فرصة هروب بعض المسلمين الذين كانوا تحت الأسر لدى قبيلة خزاعة. جمع رسول اللهforcesقواته المؤلفة بشكل أساسي من الأنصار والمهاجرين، وتوجه إليهم بهدف الردع والتذكير بالقوة المتنامية للإيمان الإسلامي.
مع انطلاق الجيش المشترك نحو معقل قريش، اجتمعت قوات كبيرة من القبائل الأخرى لدعمهم. وكانت خطة قريش هي تكليف رجال الرماة بالوقوف أعلى الجبل لمنع تحرك الفرسان المدافعين عن المدينة المنورة إذا ما بدأوا بالانسحاب. ومع ذلك، تم تنفيذ الخطة بطريقة خاطئة عندما رفض هؤلاء الجنود الطاعات والأوامر والنبي يأمرهم بالسهر وإلا سيكون عقابهم شديداً.
أثناء القتال العنيف، حصلت مجموعة صغيرة من جنود الرسول -من ضمنهم حمزة بن عبد المطلب الشهير بحميّة الإله- على الضوء الأخضر للانضمام إلى صفوف المنافسين لملاحقة الفارّين منهم، مما أدى لفقدان جهدهم المبذول سابقاً لحماية الجانب الشرقي للجبل. وفي النهاية، نجح المؤمنون المحاصرون داخل المدنية في صد الهجوم ولكن ليس قبل فقدان العديد من الشهداء الأعزاء مثل حمزة وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم ممن سقطوا دفاعاً عن الدين والعقيدة الجديدة الوليدة آنذاك.
وبالرغم من خسارة هذا اليوم الدموي الكبير، فإن الدروس المستخلصة منه كانت ذات تأثير كبير للغاية حتى يومنا الحالي. فأولاها تعليمات واضحة حول عدم الانصياع لأوامر فقط بناءً على السلطة بينما يفتقر الأمر لنور الوحي والرشد والإرشاد الرباني؛ ثانيها تأكيدا على ضرورة الاستعداد المستمر للمعارك الروحية والمعنوية والمعارك الظاهرة الظاهرية أيضاً لتحقيق النصر العظيم والسعادة الأبدية بإذن الله سبحانه وتعالى .
