كعب الأحبار، واسمه كعب بن ماتع الحميري، هو أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الإسلام. ولد في اليمن وكان من كبار أحبار اليهود في الجاهلية. أسلم في خلافة عمر بن الخطاب، واشتهر بمعرفته العميقة بالتوراة وأخبار بني إسرائيل.
كان كعب الأحبار من التابعين البارزين، وقد سكن الشام بعد إسلامه. شارك في الفتوحات الإسلامية، حيث غزا الروم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وكان حاضرًا في فتح بيت المقدس بقيادة عمر بن الخطاب. كما لعب دورًا مهمًا في الجهاد في عهد الخليفة عثمان بن عفان.
من أبرز إنجازات كعب الأحبار هو إسهاماته في علم التفسير. روى مروياته في أربع وستين سورة قرآنية، مع التركيز بشكل خاص على سورة البقرة وسورة هود. ومع ذلك، فإن معظم مروياته من الإسرائيليات كانت من النوع المقبول أو المسكوت عنه، ولم تتعد المرويات المردودة العشر روايات.
كان كعب الأحبار معروفًا بتفسيره للقرآن الكريم من خلال التركيز على الباطن أو الإشارات الخفية. على سبيل المثال، تفسيره للبسملة يعتمد على إشارات خفية، وهو تفسير معلق لا سند له.
توفي كعب الأحبار في حمص أثناء توجهه إلى غزوة في سبيل الله، وكان عمره حينها أكثر من مائة عام. رغم مرضه، لم يمنعه ذلك من المشاركة في الجهاد.
بفضل معرفته العميقة بالتوراة وأخبار بني إسرائيل، كان كعب الأحبار مصدرًا مهمًا للمعلومات حول تاريخ الأنبياء والرسل. ومع ذلك، يجب التعامل مع مروياته بحذر، حيث أن بعضها قد يكون ضعيف الإسناد أو غير صحيح.
في الختام، كان كعب الأحبار شخصية بارزة في تاريخ الإسلام، ترك بصمة واضحة في علم التفسير والجهاد.