الدين الإسلامي يدعو إلى نشر الخير وتوجيه الآخرين للحفاظ على قيم العدالة والأخلاق الإسلامية. عندما تقدم نصيحة لشخص ما، فإن أول خطوة نحو رضا الله تكمن في إخلاص النوايا. ينبغي أن تكون غايتك الأولى هي خدمة مصالح الأخ المسلم وليس كسب مدح الناس. هذا الفهم للإخلاص يقرب بين قلبك وقلب المستشير، مما يسمح بنقل الرسالة بكل لطافة وحنان.
التعامل برفق واحترام أمر حيوي أيضًا. قد يخطئ أحد الأفراد أو يسلك طرقا خاطئة ولكن فهم طبيعة البشر ودافعاته يمكن أن يساعد في جعل عملية التنبيه أكثر فعالية. استخدم عبارات هادئة ولطفية لأن الانتقاد القاسي يمكن أن يصنع حاجزا بينكما. فالهدف النهائي هنا هو إعادة توجيه الطريق المؤدي للحق والخير بغض النظر عن الظروف.
إن سرية النصيحة مبدأ أساسي آخر يجب مراعاته. التواصل بشأن التصحيح مباشرة وأمام الجمهور قد يسبب الشعور بالإهانة وعدم الراحة لدى المتلقي ومن ثم ردود فعل سلبية. بدلاً من ذلك، حاول إيصال رسالتك عبر نقاش خاص وسري قدر الاستطاعة، فذلك سيظهر رعايتك واحترامك لخصوصيته وكرامة الإنسان لديه.
بالإضافة إلى كل ذلك، يُشدد الإسلام على رحمة الله وقبول توبته لعباده مهما كانت ذنوبهم كبيرة. استخدام هذه المعرفة للتعبير عن الفرصة الثانية والثقة بإمكانية التحول الجوهري يمكن أن يلعب دور كبير جداً في تحفيز الشغف الداخلي نحو التغيير لدي الأشخاص الذين يحتاجونه بشدة.
وأخيراً، إظهار الرعاية الحقيقية والحب تجاه من تقوم بالنصح له مهم جدًا أيضا. إنها علامة دلالة علي صدق نواياك واستعدادك لمساعدة شخص آخر بدون الحصول علي مكافأة ذاتية مقابل ذلك. تذكير الشخص بتوقعات الحياة بعد الموت وعواقبه السيئة للأفعال الشريرة يمكن أن يعمل كمحفز معنوي قوي للتقليل من احتمالات الانزلاق مجددًا لأرض الخطأ والمعصية.
وفي نهاية المطاف، تحقق هدف "نصائح قدمتها لله" عندما تتمسك بمبادئ الصدق والرحمة والتفهم عند توصيل تعاليم ديننا العظيم لمن حولنا.