الثورة داخل الجدران الأكاديمية: هل تستطيع جامعاتنا تربية أفكار حرة؟

يتناول هذا الحوار قضية حساسة تتعلق بأثر الجامعة على تشكيل الفكر الحر لدى الخريجين. يشارك كلٌّ من "خلف المقراني" و"الكَتاني البارُودِي"، وجهتي نظرهما ف

- صاحب المنشور: إيناس المسعودي

ملخص النقاش:
يتناول هذا الحوار قضية حساسة تتعلق بأثر الجامعة على تشكيل الفكر الحر لدى الخريجين. يشارك كلٌّ من "خلف المقراني" و"الكَتاني البارُودِي"، وجهتي نظرهما فيما يتعلق بهذه المسألة. يشدد "خلف المقراني" على دور الجامعات الأساسي في توجيه العقول وبناء الأفكار، لكنّه يشير أيضًا إلى وجود جهود بذلتها المؤسسات التعليمية للإسهام في تعزيز الحرية الفكرية والابتكار. ويضيف المؤرخ أنه رغم كون الثورات العقلية تمثل تحديات لأفكار راسخة، إلا أنها توفر فرصا ثمينة لإعادة النظر وإعادة التقييم بناء على معلومات جديدة وخبايا التجربة. وينتهي بتأكيده على أن النجاح الحقيقي لا يعتمد فقط على مدى شهادتك، وإنما كذلك على قدرتك على الإبداع والإنتاج الشخصي المتجاوز للشكل التقليدي للمناهج الدراسية. ويرى "الكَتاني البارودِي"، بالرغم من اتفاقهما الجزئي مع رؤية زميله، ضرورة التصدي للحقيقة المؤلمة وهي التأثير الواضح للنظام التعليمي الحالي والذي ربما يؤدي لقصر تفكير الشباب وشبابات ضمن حدودٍ ضيقة. ومع ذلك، يدافع الدكتور عن أهمية اتخاذ موقف نشيط تجاه بيئتهم التعليمية بحيث يعمل الطالب الدارس بعزم مستمر للتطور المعرفي عبر استخدام قدراته النقدية والاستقصائية لإحداث تغييرات نحو الأفضل. ويوضح المستشار الثقافي أن نجاعة المرء تُقدر أكثر بقابلية امتلاك حلول غير تقليدية وأكثر فعالية لكل من الحاضر الخاص والشأن العام للدولة والمجتمع ككل. وفي النهاية، يبدو أن الخطوط الرئيسية لهذا الجدال تدور حول التوتر القائم بين تقاليد المجتمع والضوابط التعليمة المقيدة مقارنة بالإمكانات الهائلة للعقلانية والعقول الاستبطانية المستعدة للتحرر الروحي والفكري عند اختيار المواجهة بلا خوف ضد مظاهر الاستسلام والخنوع أمام سلطوية الدوامة المعتادة.

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات