تعتبر ذبيحة الصدقة من الأعمال الصالحة التي يثاب عليها المسلم، حيث يمكن أن تكون نية الذابح التصدق بلحمها على الفقراء أو المساكين أو استخدامها لإفطار الصائمين. وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما الأعمال بالنيات". بناءً على ذلك، للمسلم حرية توزيع لحم الذبيحة كما يشاء، طالما أنه لم ينذر أن يتصدق بها كاملةً على الفقراء.
يمكن للمسلم أن يأكل من لحم الذبيحة ويوزعها على أقاربه، أو يقدمها للفقراء والمساكين، أو يتصدق بها كاملةً على الفقراء والمساكين. وقد ورد في الحديث عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنهم ذبحوا شاةً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بقي منها؟ قلت: ما بقي منها إلا كتفها، قال: بقي كلها غير كتفها". أي أنهم تصدقوا بها كلها عدا الكتف، الذي سيأكلونه في الدنيا، أما يوم القيامة فسيجدون ثواب ما تصدقوا به عند الله تعالى.
على الرغم من عدم وجود نص صريح في الشرع يخصص الذبح بنية الصدقة، إلا أنها من الأمور الجائزة التي يثاب عليها المسلم. الصدقة تشمل التصدق بالطعام والثياب والنقود وغيرها، والتنوع في الصدقات والدخول لرضا الله تعالى من كل باب من أبواب التطوع والأعمال الصالحة والخيرات أمر عظيم يثاب عليه فاعله.
ومن الجدير بالذكر أن الصدقة عند الصحة أفضل من الصدقة عند اقتراب الأجل، كما ورد في الحديث الشريف: "أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان".
في الختام، يمكن للمسلم أن يتصدق بلحم ذبيحة الصدقة كما يشاء، مع مراعاة أن يكون ذلك ضمن نطاق الصدقة الحسنة التي يثاب عليها المسلم.
